تخابر وتنفيذ أجندات أجنبية.. سناريوهات صراع عمران خان والمعارضة الباكستانية
فشل البرلمان الباكستاني في الإطاحة برئيس الوزراء عمران خان من منصبه، إثر إلغاء جلسة التصويت التي كانت مقررة اليوم الأحد، لتعد تلك هي المرة الثانية التي ينجو فيها رئيس وزراء باكستان الحالي من سحب الثقة من حكومته.
وخلال الجلسة التي عقدت اليوم، أوضح أسد قيصر نائب رئيس البرلمان الباكستاني، أن المقترح المقدم من المعارضة للمطالبة بسحب الثقة من رئيس الحكومة غير دستوري، ليتم رفض مذكرة سحب الثقة وإلغاء جلسة التصويت، التي طالبت بها معارضة خان.
حل البرلمان الباكستاني
وعقب فشل جلسة سحب الثقة من الحكومة، قرر الرئيس الباكستاني حل البرلمان، الأمر الذي يقضي بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة في البلاد، إلا معارضي عمران خان قدموا التماسا إلى المحكمة العليا في باكستان، للنظر في القرار الصادر من نائب رئيس البرلمان بعدم السماح بالتصويت على سحب الثقة من رئيس الوزراء، والفصل في قانونيته.
ويرى حذيفة فريد، المحلل السياسي الباكستاني، أن المعارضة الباكستاني لجأت إلى محاولة إسقاط عمران خان من منصبه بعدما رفض الانصياع لرغبات خارجية وعمل على سياسة خارجية مستقلة لباكستان.
وأضاف فريد في تصريحات لـ القاهرة 24، أن زيارة رئيس وزراء باكستان عمران خان إلى موسكو عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ولقائه بسيد الكرملين فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، تمثل واحدة من أبرز أسباب مساعي المعارضة ومن خلفا الولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بخان من رئاسة الحكومة.
اتهام المعارضة الباكستانية بالتخابر
وتابع المحلل السياسي الباكستاني، أنه عقب حل البرلمان والدعوة لإجراء الانتخابات تشريعية بمكرة، سيتم توجيه العديد من القضايا ضد المعارضة الباكستانية من بينها قضايا تتهم معارضي خان بالتخابر والعمالة لدول خارجية منها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأردف حذيفة فريد، أنه في حال إجراء انتخابات مبكرة، فإنه متوقع فوز رئيس وزراء باكستان الحالي في تلك الانتخابات بما يقارب ثلثي البرلمان كونه حصل على شعبية كبيرة جراء محاولة عزله من منصبه الفاشلة.
وبالحديث عن توجه المعارضة إلى المحكمة العليا في باكستان، أوضح، أنه من المتوقع أن يتم رفض الاعتراض المقدم إلى المحكمة العليا من قبل المعارضة على قرار البرلمان بعدم إجراء تصويت على سحب الثقة من حكومة عمران خان، معللا ذلك بأن المحكمة العليا لا تملك صلاحيات داخل البرلمان للبت في قراراته، كما لا يملك البرلمان صلاحيات تخص المحكمة العليا، وأن ما جرى داخل لبرلمان اليوم يقع في إطار صلاحيات المجلس ولا دخل للمحكمة العليا فيه.
مصير حكومة عمران خان
وعقب توجه المعارضة الباكستانية إلى المحكمة العليا للطعن على قرار البرلمان، نشرت السلطات الباكستانية قوات أمنية بكثافة حول المباني الحكومية وفي أنحاء العاصمة إسلام أباد خوفًا من اندلاع مشاجرات بين مؤيدي ومعارضي رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان.
فيما أوضح وزير الإعلام الباكستاني فؤاد تشودري، أنه سيتم إجراء انتخابات نيابية مبكرة خلال 90 يومًا، وأن عمران خان سيواصل تأدية مهامه بعد قرار حل الحكومة، وفقًا لقناة العربية.
وكان عمران خان واجه تهديدًا بشأن بقائه في سدة الحكومة الباكستانية بعدما تقدم عدد من أعضاء البرلمان بمقترح لإنهاء حقبة حكومته وسحب الثقة منها، إلا أنه وجه اتهامات لـ الولايات المتحدة الأمريكية بالوقوف على محاولة إزاحته عن منصبه، كما تقدم رسميا باحتجاج إلى السفارة الأمريكية في إسلام آباد، ضد ما وصفه بمؤامرة مزعومة لإطاحة حكومته التي تمر بعامها الرابع في السلطة.
مؤامرة خارجية لإزاحة رئيس وزراء باكستان
في مقابلة أجرتها معه قناة أي أر واي نيوز، تحدث عمران خان عن وجود مؤامرة لها صلات خارجية للإطاحة به من منصبه، وذلك من خلال طرح التصويت على الثقة به داخل البرلمان الباكستاني، بإيعاز من البيت الأبيض، مبينًا أن حكومته تحصلت على برقية دبلوماسية تظهر دليلا على تآمر دولة أجنبية بمساعدة مجموعات المعارضة لإسقاط حكومته، بسبب سعيها لانتهاج سياسية خارجية مستقلة.
وفي كلمة له للشعب الباكستاني الجمعة الماضية، قال رئيس وزراء باكستان، إن واشنطن تتآمر ضده من خلال معارضيه منذ أن زار موسكو والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب مواصلة بلاده عدم الانصياع للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا، باعتبارها حليفة لها.
عزل رئيس وزراء باكستان
وفي محاولة منه لكسب تأييد شعبي، أكد عمران خان وفقا لفرانس 24، أن الولايات المتحدة تتدخل بشكل وصفه بالسافر في شأن بلاده، مشيرًا إلى أن محاولة عزله، هي محاولة لتغيير النظام في باكستان، بدعم أمريكي.
حديث خان عن التدخلات الأمريكية للإطاحة به، جاء عقب أيام قليلة من إفصاح وسائل إعلام محلية باكستانية، أن رئيس الوزراء تلقى رسالة من سفير بلاده في واشنطن، قال فيها إن مسؤولا أميركيا كبيرا أخبره بأنهم يشعرون بأن العلاقات ستكون أفضل، إذا ترك عمران خان منصب رئاسة الوزراء.
إلى جانب توجيهه اتهامات للمعارضة بالتآمر مع واشنطن لعزله، لأنه غير منحاز للغرب ضد روسيا والصين، فيما تسعى إليه الدول الغربية ضد الدب الروسي وحليفه التنين الصيني، اللذين باتا يمثلان تهديدا لبقاء أمريكا في صدارة القوى العالمية.