تاريخ العلاقات بين السلفيين والإخوان.. كيف انتهاء عصر الوفاق؟
عرضت الحلقة الثانية من مسلسل الاختيار3، تسجيلا مصورا يجمع بين عدد من قيادات الإخوان على رأسهم خيرت الشاطر، ومحمد بديع، يتضمن حديثهم حول العلاقة بين الجماعة الإرهابية والسلفيين، وضغوط جماعة الإخوان على حازم أبو سماعيل، من أجل التراجع عن خوض الانتخابات الرئاسية.
وخلال التسجيلات، قال خيرت الشاطر: دفعت بأشخاص من السلفيين العقلاء من أجل إقناع حازم صلاح أبو إسماعيل، بعدم الترشح ما دام والدته معها جنسية أمريكية.
ورد محمد بديع: إحنا عارفين السلفيين أكتر من أي حد، عرفناهم قبل السجون، وفي السجون، وبعد السجون، وعشنا معهم فترات كبيرة، هم ليسوا يدا واحدة، وشراذم وقياداتهم لا تملك الأمر، وبالتالي أي اتفاق معهم لا تضمنه بأي حال من الأحوال، وكان لهم تصور ضيق عن الإسلام.
وأضاف خيرت الشاطر: عشان كدا حضرتك أنا بزرع أشخاص وسطهم وبتابع أي حاجة ولما بلاقي معلومة بكلم أمن الدولة، لأني عارف خطورة التحرك المسلح وعشناه في التسعينيات.
كما شهدت الحلقة الثانية من الاختيار3 لقاء جمع بين الفريق أول عبد الفتاح السيسي مع خيرت الشاطر، حيث عرض الأخير الشراكة مع القوات المسلحة والإخوان، قائلًا: لدينا إمكانيات كبيرة وعقيدة مثل الجيش، وعندنا خبراء في كل المجالات، وفيها العزم والهمة والطموح، وإحنا شايفين مصلحة البلد تحتاج التعاون بينا وبين الجيش، لأن عندنا خطط هائلة اقتصادية، وتكوين شركات، وإحنا شطار في الحتة دي ومشهود لينا.
وفيما يلي نستعرض تاريخ السلفيين مع جماعة الاخوان في فترات متفاوتة.
عصر التجاذب بين السلفيين والإخوان
وقال الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات تلفزيونية، إن العهد القديم للعلاقات بين السلفيين والإخوان يظهر كم التجاذب والتنافر بين الجانبين، إلا إنه كان لكل واحد منهم اهتمامه، فالإخوان كان لديهم أجندة سياسية نشطة وحاولوا بالفعل أن يكونوا جزءًا من المعادلة السياسية آنذاك، رغم إيمانهم بأن وصولهم للسلطة أمر بعيد المنال، لهذا كانوا يقومون بالضغط على الدولة وأنظمة الحكم، مستخدمين في ذلك أساليب متنوعة، بينما السلفيون كانوا أقل ثقة في أنفسهم، وليست لديهم خبرة سابقة في العمل السياسي، فتوجهوا إلى الدعوة والوعظ.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية، أنه رغم الخلافات بين الإخوان والسلفيين فإن ذلك لا ينكر كثيرًا من الأمور المشتركة بينهما، فالسلفيون ورموزهم يحملون تقديرًا كبيرًا لمؤسس حركة الإخوان الشيخ حسن البنا، ويدعون له دائمًا بقولهم: أنزله الله منازل الشهداء ولا سيما قول العلامة السلفي ناصر الدين الألباني إذا كانت للأستاذ حسن البنا أخطاء فهي مغمورة في بحر حسناته، ولو لم يكن لحسن البنا حسنة إلا تجديد شباب الدعوة لكفاه ذلك.
بداية تشتت علاقات
وقال عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان: ارتكز منهج التحالفات التي تمت بين الإخوان والسلفيين بعد ثورة 25 يناير على فكرة الدولة الدينية، فقد استطاع الإخوان في هذه الفترة استغلال السلفيين استغلالًا سيئًا، من خلال إحياء فكرة الدولة الإسلامية، واستثمر السلفيون علاقتهم بالمواطنين، كما استثمروا أموالهم في خدمة مشروع دولة الخلافة.
وأضاف شيحة في تصريحات صحفية سابقة، إنه تبين بعدها للسلفيين أن جماعة الإخوان لا يسعون سوى للوصول إلى الحكم، وليس لتطبيق الشريعة الإسلامية أو مبادئ الإسلام كما زعموا، كما تبين لهم أن الإخوان لا يؤمنون بدولة المواطنة وأن فكرتهم عنها تتجاوز الحدود، وتتجاوز المواطن المصري أيضًا، في سبيل تحقيق حلمهم، فقد كانوا على استعداد للتنازل عن الأراضي المصرية لحل المشكلة الفلسطينية على حساب المصريين، فضلًا عن التنازل عن حلايب وشلاتين، فكل هذه الأسباب دفعت السلفيين للانفصال عن تحالفهم مع الإخوان.
انتهاء عصر الوفاق
الدكتور عمار علي حسن، المحلل السياسي والخبير في الشئون الإسلامية، قال في مقال رأي له، إنه بعد ثورة 25 يناير حرص الإخوان على توطيد علاقتهم بالسلفيين، باعتبارهم جماعة دعوية يمكن الاعتماد عليها في مواجهة التيار المدني لتحقيق حلم إقامة دولة دينية، لكن بمجرد وصول المعزول محمد مرسى للحكم، لم يستمر الوفاق طويلًا، فسرعان ما توترت العلاقة بين الطرفين، إذ إنه إبان أعمال اللجنة التأسيسية الأولى والثانية في أثناء وضع دستور 2013 رأى حزب النور وقيادات الدعوة السلفية وقتها أن الجماعة تخالف شرع الله لمجرد التمسك بمبادئ حسن البنا، وانسحب السلفيون من جميع جلسات الحوار وقتها.
وأضاف المحلل السياسي، أن الصراع اشتد بين الجانبين، وشن عدد من القيادات السلفية هجومًا حادًا على جماعة الإخوان المسلمين، في دلالة واضحة على انتهاء التحالف بين الفريقين، وزادت التصريحات من قيادات سلفية التي تؤكد أن السلفيين هم الأكثر شعبية وجماهيرية من الإخوان، في تلك الفترة منها، لعل أبرزها أن أعضاء جماعة الإخوان لا يدركون شعبية السلفيين التي تتفوق كثيرًا على شعبيتهم.