مسلم ومسيحي إيد واحدة.. حكاية أسرة قبطية تفتح منزلها لتعبئة شنط رمضان وتوزيعها على العمال
مسلم ومسيحي إيد واحدة.. كلمة تصف معنى المحبة والإخوة التي تجمع أبناء الوطن الواحد، خاصة في شهر رمضان الكريم، وهو ما جسدته الطالبة ميرنا سليمان وأسرتها.
قالت ميرنا سليمان، طالبة بـ جامعة حلوان، إن أصدقائها اقترحوا عمل مبادرة لعمل شنط رمضان، وتوزيعها على عُمال النظافة بالجامعة، ووافقت على الفور، وبادرت باقتراح فكرة تعبئة الشنط بمنزلها، وتركها حتى يأتي موعد توزيعها بالجامعة، وعند علم والدها بالأمر؛ اقترح أيضا أن يترك الطلاب الشنط بمنزله، وسيأخذها إلى الجامعة في اليوم التالي، ليبدأوا التوزيع، حتى لا يبذل الطلاب مجهودًا في نقلها من المنزل إلى الجامعة.
وأضافت ميرنا في حديث خاص لـ القاهرة 24: اتربيت على حب الخير، ومتعودتش على التفرقة بين أي ديانة وأخرى، فعمل الخير لا يقتصر على ديانة معينة أو فئة مُجتمعية معينة، وأنا أكثر صحابي مسلمين، وهحب إني أساهم معاهم في عمل خيري بيعملوه.
الدين محبة
من جانبه، ذكر سليمان جلال، والد الطالبة ميرنا، أن الدين المسيحي - دين المحبة، والمحبة لا تقتصر فقط على حب المسيحيين، بل شملت حب جميع الفئات والديانات، فعند تقديم الخير؛ ننظر لمن يستحقه بغض النظر عن العرق والدين.
وأوضح والد الطالبة في حديثه لـ القاهرة 24، أن التمييز في التعامل بين جميع الفئات المجتمعية والأديان يُعتبر جهلًا، ومن الجهل أيضًا أن نحكم على شخص بأي شكل إلا بعد التعامل معه ومعرفته جيدًا، كما لا يجب الحُكم على أفراد ديانة ما بأنهم أشخاص غير صالحين، لمجرد تعاملنا مع شخص واحد سيء من تلك الديانة، فالشخص السيء يُسيء لشخصه فقط، وليس لديانته.
كلنا واحد على أرض الوطن
وتابع: ربيت أولادي بالتربية اللي اتربيت بيها، وأساسها التسامح والحب بين الجميع.. كلنا واحد، احنا بنساعد وبنعامل ربنا في الشخص ده مش بنعامل بني آدم بشخصه، الخير لله وحده، وأغلب أصدقائي مسيحيين، ونرسل التهاني إلى بعضنا البعض في مختلف الأعياد، ونحتفل مع إخوتنا المسلمين بحلول شهر رمضان، فالدين لله والوطن للجميع، وكلنا أخوات على أرض الوطن.
فيما أفادت والدة الطالبة ميرنا، بأنها دائما تُساهم في العمل الخيري، ولا تنظر إلى أي ديانة سيذهب ذلك العمل، فيكفي أن يصل لمن يحتاجه فقط، وأنها عندما علمت بفكرة الأولاد؛ اقترحت على ابنتها، أن تعرض على أصدقائها؛ تعبئة وترك الشنط بمنزلها، فهو قريب من الجامعة، ما يُوفر جُهدًا كبيرًا على الطلاب.
وواصلت الأم: اتفقت مع الأولاد، بأنهم إذا استمروا في تنفيذ المبادرة خلال السنوات المقبلة، فمن الضروري أن يأتوا إلى منزلنا، ليستمروا في عملهم بكل سهولة، وسنكون على الرحب والسعة.