الشعر وفلسطين.. سميح القاسم يقدم زنابق لمزهرية فيروز
أفرد الأدب العربي؛ مساحة كبيرة للقضية الفلسطينية، نظرا لأن الأديب لا ينفصل عن قضايا عصره، وجاء الشعر في مُقدمة الأدب؛ الذي أولى أهمية كبيرة للقضية الفلسطينية.
يأتي اهتمام الشعر بالقضية الفلسطينية، لأن الشاعر ينفعل بما يدور حوله، ويترجمه إلى أبيات تعبر عن عاطفته، من منطلق العلاقة القائمة بين الأدب والمجتمع، ومن بين الشعراء الذين كتبوا عن القضية الفلسطينية الشاعر الكبير سميح القاسم، في قصيدته زنابق لمزهرية فيروز؛ التي يصور فيها ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، وفي القدس من سفح دماء الأبرياء، وتهجير وتشريد أصحاب الأرض عن أرضهم، واضطرارهم للهجرة.
من أين يا صديقة
حملت المزهرية؟
والنظرة الشقية؟
من القدس العتيقة..
ومن ترى رأيت
في عتمة القناطر؟
من شعبنا المهاجر
وما ترى سمعت؟
رأيت بنت عمك
في طاقة حزينة
تبوح للمدينة
بهمها وهمك..
رأيت في الشوارع
ليلا من العيون
وأخوة يبكون
وألف طفل ضائع
رأيت في المداخن
عصفورة جريحة
وطفلة كسيحة
تبكي على المآذن..
من اين يا صديقة
حملت المزهرية؟
والنظرة الشقية؟
هناك يا ابن عمي
حملت المزهرية
والنظرة الشقية
وقصة عن أمي
عن أمي الضحية
لدي يا صديقة
زنابق حمراء
ألوانها دماء
من القدس العتيقة
زنبقة حزينة
من دم ابن عمي
وجدتها مذبوحة
في اقة مفتوحة
تصيح بالمدينة
قولوا لابن عمي:
زنبقة بريئة
من مقلة مفقودة
لكنها تنادي:
أراك يا بلادي
أراك يا بلادي
سميح القاسم.. شاعر المقاومة الفلسطينية
والشاعر سميح القاسم، أحد أهم وأشهر الشعراء العرب وعبر شعره عن المقاومة الفلسطينية، وله الكثير من القصائد في هذا الشأن، وصدر له الكثير من الدواوين منها مواكب الشمس، أغاني الدروب، دمي على كفي، وغيرها الكثير من المؤلفات المتنوعة بين الشعر والنثر.