من هتلر إلى بوتين.. مسنات ناجيات من الهولوكوست يفرون من الحرب الروسية إلى ألمانيا
بعدما شنت روسيا عملية عسكرية على أوكرانيا، تحديدًا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، هرع الكثير من الشعب الأوكراني للاختباء في دول أخرى، ولكن هناك نساء كانت مشاهد الانفجار والحرائق ليست الأولى بالنسبة إليهن، بل تكرر مرة أخرى بعدما نجحن في الفرار من الهولوكوست أو المحرقة اليهودية، التي أبادت ملايين اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
نزلت ثلاث سيدات مسنات من حافلة المستشفى التابعة للصليب الأحمر وهم منهكين تمامًا، لقد جاءوا ومعهم كل ما يمكنهن حمله، من حقائب سفر ودفتر عناوين، وصور تحمل ذكريات حياة طويلة جدًا، لقد نجوا من المحرقة اليهودية أو الهولوكوست، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، والتي راح ضحيتها ملايين اليهود.
أمضت النساء ثلاثة أيام من السفر الشاق حتى وصلوا إلى ألمانيا، حيث الدولة التي فروا منها وهن أطفالًا صغار، تاركين وراءهن صدمة الحرب الثانية التي مررن بها في حياتهن، فهي رحلة من السفر على مدار الحياة، يصارعون من أجل البقاء أحياء يرزقون.
الهروب من الهولوكوست إلى الحرب الروسية
تعيش المسنات الآن في دار للرعاية في برلين بألمانيا، وبدأن التواصل مع أصدقائهن الذين تركوهم منذ سنوات طويلة.
فرت ليليان فاكسمان من مدينة دنيبرو المحاصرة، وهي ثالث أكبر مدن أوكرانيا وأجملها، عندما كانت طفلة، عانت من الحرب العالمية الثانية والاضطهاد والفرار أيضًا، والآن في عمر الـ 82، فرت مرة أخرى.
لقد صدمت لما يحدث في أوكرانيا..لا أستطيع أن أصدق أن نفس الشيء يحدث مرة أخرى الآن.. كما كان الحال عندما كنت طفلة، قالتها المسنة فاكسمان وهي تروي المعاناة التي تعرضت خلال عمرها.
أما آلا سينيلنيكوفا البالغة من العمر 90 عامًا، وهي طبيبة متقاعدة من مدينة خاركيف المحاصرة قالت: أشعر بالأسف لأنني ما زلت على قيد الحياة لأن هذه هي المرة الثانية التي أجرب فيها حربًا.
وفقًا لـ آرون شوستر، مدير مكتب الرفاه اليهودي المركزي وأحد منسقي جهود الإغاثة، هناك حوالي 400 شخص بحاجة إلى رعاية، فإن عدد الناجين من الهولوكوست يقدر بنحو 10 آلاف شخص يعيشون في أوكرانيا.
يقول شوستر، إنه بالنسبة لبعض الناجين من الهولوكوست، فإن الهجرة إلى البلدة التي فرّ منها المواطنين خوفًا من الحرب، فتعتبر المانيا بالنسبة إليهم الآن هي ملاذًا لهم، بالنظر إلى الوضع الحالي في أوكرانيا.
