كان بيجهز شنط رمضان.. الأقصر تتشح بالسواد حزنا على وفاة طفل غرقًا
لم يكن يعلم أحد أن وقت الظهيرة عند خروجه من المنزل هو آخر مغادرة ولم تدب أرجله في أركان المنزل مرة أخرى، إذ عثر على جثمانه طافيا على وجه مياه الترعه المواجهة لمنزله، إنه عصفور الجنة الطفل محمد علي عبود قرعاني.
الطفل محمد الذي ابكى أهالي الأقصر بعد سماع قصته
محمد علي عبود قرعاني طفل يبلغ من العمر 4 سنوات مقيم بقرية المحاميد التابعة لمركز ومدينة أرمنت بالبر الغربي لمحافظة الأقصر، توفي غرقا ظهر اليوم الاثنين، في ترعة مواجهة لمنزله، لتكون آخر مكان يضع الطفل البشوش أرجله به على قيد الحياة، إذ هزت وفاته أرجاء محافظة الأقصر عامةً، وقريته خاصة.
من العمل الخيري إلى الوفاة
يقول علي عبود قرعاني، والد الطفل محمد في منشور شاركه على صفحته الخاصة عبر منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن ابنه توفي اليوم، وكان قبل يومين يساعده في تجهيز شنط شهر رمضان المبارك لتوزيعها على الأسر الفقيرة والأولى بالرعاية؛ الأمر الذي أثار حزنًا في قلوب رواد منصة فيس بوك على فراق الطفل في ثالث أيام شهر رمضان المبارك.
محمد أصغر طفل شارك في الأعمال الخيرية
رغم نعومه أظافره، إلا أن محمد علي عبود ابن محافظة الأقصر يعد أصغر طفل شارك في الأعمال الخيرية، فكان يحضر الأكياس البلاستيكية ويجمع حبوب البقوليات والزيت والسكر والأرز ويضعها في شنط رمضان، في لفته مميزة توضح شغف قلبه الممتلئ بالأعمال الخيرية.
الأقصر تشتح بالسواد
وتحولت صفحات التواصل الاجتماعي التي اشتعلت بتداول صوره إلى سرادق عزاء، ووسط موجة من الحزن الشديد شيع المئات من أهالي قرية المحاميد جثمان الطفل إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة، والذي تم دفنه عقب صلاة التراويح اليوم الإثنين، بعد ما استقبلت مشرحة مستشفى أرمنت جثة الطفل، وتم انتداب الطب الشرعي، لمعرفة سبب الوفاة والتأكد من وجود شبهة جنائية ام من عدمه، وأمرت النيابة العامة باشراف من المحامي العام لنيابات الأقصر، بالتصريح بالدفن بعد التأكد من عدم وجود أي شبهة جنائية وأن الطفل سقط سهوا في مياه الترعه ولقي مصرعه بداخلها.
والدها أشهر مغسل موتى كورونا في الأقصر
يذكر أن علي عبود قرعاني والد الطفل محمد الذي توفي غرقا اليوم وأصغر طفل شارك في الأعمال الخيرية، يعمل مدرسا بأحد مدارس مركز أرمنت بالأقصر، ويشهد له أهل قريته بأن شخص سباقا في الأعمال الخيرية والتطوعية بالمحافظة، كما أنه أول مواطن بالأقصر تطوع لتغسل موتى فيروس كورونا المستجد منذ أول ظهوره في محافظة الأقصر في الوقت الذي كان فيه يخاف المُغسلين غسل جثث ضحايا فيروس كورونا من أن تنتقل لهم العدوي.