أول ممرضة مصابة بالفطر الأسود تروي رحلة معاناتها: استئصال العين اليمنى وعظام بالوجه وعلاج بـ12 ألف جنيه
«كانت البداية بألم في الإذن وتطور إلى تغير ملامح الوجه والفكين».. بهذه بدأت إيمان عبد المنعم تروي تفاصيل إصابتها بمرض الفطر الأسود، ورحلة العلاج التي امتدت لنحو عام من الإصابة، وما مرت به من معاناة مادية ومرضية.
في إجازة عيد الفطر من العام الماضي، أصيبت إيمان عبد المنعم بآلام في الوجه، أدت إلى انعواجه واحمرار العين اليمنى، وعرضت على عدد من الأطباء لتشخيص أسباب انعواج الوجه واحمرار العين، ولم يتفقوا على سبب محدد، فقد تعددا الآراء والألم واحد.
شَخّص طبيب المخ والأعصاب حالتها بأنها مصابة بالتهاب في العصب الخامس أو السابع، فيما أرجع طبيب أنف وأذن وحنجرة السبب إلى التهاب في الجيوب الأنفية.
وفي المرة الثالثة، التي عُرضَت فيها على طبيب تخصص أنف وأذن وحنجرة، طلب منها عمل رنين على الوجه فورًا، فأظهرت نتائج الأشعة ظهور شيء غريب بالجهة اليمنى من الوجه، ما دفع الطبيب للاتصال برئيس قسم الأنف والأذن بمستشفى المنصورة الجامعي؛ للاستعانة بخبرته في تشخيص الحالة المرضية.
طلب رئيس قسم الأنف والأذن بمستشفى المنصورة من الطبيب عمل اختبار على عينها اليمنى الملتهبة، وعليه تقرر نقلها فورًا إلى طوارئ المنصورة الجامعي؛ لخطورة حالتها الصحية؛ وهناك أكدت التحاليل المعملية بالمستشفى حتمية الإصابة بمرض الفطر الأسود.
تكلفة حقن علاج الفطر الأسود 12 ألف جنيه
استغرق استخراج نتيجة التحاليل المعملية، لتأكيد حتمية الإصابة بالمرض من عدمه، أسبوعين من دخول المستشفى، وخلال هذه الفترة، ظلت إيمان عبد المنعم تتأوه من شدة الألم، والفطر الأسود يتطور وينخر في أجزاء وجهها اليمنى.
ومكثت الممرضة في المستشفى لمدة شهر ونصف، وتكفلت خلالها بشراء علاج الفطر الأسود من نفقتها الخاصة، وعندما تقدمت للتأمين الصحي بفواتير شراء 6 علب لدواء خاص بـ الفطر الأسود بإجمالي 12 ألف جنيه، لتعويض ما دفعته، فما كان من التأمين إلا بصرف 2 ألف جنيه فقط.
وقالت إيمان عبد المنعم إن زوجها اضطر للاستدانة من الآخرين لشراء العلاج، فكل خمسة أيام يحتاج إلى شراء علبة دواء بتكلفة ألفي جنيه، هذا بخلاف الأدوية المسكنة والخافضة للحرارة، وفق ما تروي لـ القاهرة 24.
وخلال شهر ونصف في مستشفى المنصورة، أجرت إيمان عمليات جراحية لتنظيف الجيوب الأنفية فقط، دون التطرق لمعالجة الالتهاب في العين اليمنى.
استئصال العين اليمنى
بعد خروجها من مستشفى المنصورة الجامعي، أشارت عليها مديرتها بمجمع طلاب المحلة الذهاب إلى مستشفى مدينة نصر للتأمين الصحي، بعد التنسيق معهم؛ لتلقي العلاج ورعاية صحية أفضل.
وأوضحت إيمان عبد المنعم أنها وجدت هناك طفلة، 10 سنوات، مصابة أيضا بـ الفطر الأسود، مشيدة بحرص الطبيب المختص بحالتها هناك على تلقيها الرعاية الصحية على أكمل وجه، إلى جانب سعيه الحثيث على توفير الحقنة العلاجية ضد المرض التي أُدرِجت بالتأمين لأول مرة في شهر 7 من العام الماضي.
وقضت الممرضة، صاحبة المعاناة، شهرين ونصف الشهر في مستشفى مدينة نصر، وبعدها تم عرضها على لجنة طيبة؛ لتحديد ما يمكن عمله في عينها، بعد توقفها عن الحركة تماما، وأجمعت اللجنة على استئصال العين اليمنى.
استئصال عظام من الوجه
وأوضحت إيمان عبد المنعم أنها أجرت عمليات جراحية، وفتح بداية من جبهتها وصولا للفم، لاستئصال العين اليمنى وإزالة عظم الوجه بالجزء الأيمن والفكين والأنف، وبعد العملية الجراحية أخبرها الطبيب أنهم كانت عبارة عن رمال.
بعد إجراء العديد من العمليات الجراحية بالوجه لاستئصال ما أتلفه الفطر الأسود، أمرها الطبيب المعالج بقضاء إجازة طويلة والمواظبة على الأدوية العلاجية للتحسن، وكانت هناك فتحة في الوجه يمكن من خلالها رؤية الأنف داخليًا، فأجرت عملية جراحية مع طبيب خاص مؤخرًا؛ لسد هذه الفتحة للشكل الجمالي، ومنع تلوث آخر للأنف من الداخل، قائلة إنها دخلت نحو 10 مرات عمليات خلال عام.