أخلاق النبي ﷺ| السماحة عماد الدعوة المحمدية
النبي صلى الله عليه وسلم أكثر أهل الأرض علمًا، وأجلهم خلقًا وحكمًا، كان صلى الله عليه وسلم صاحب خلقٍ قويم، أثنى عليه صحابته، وقد طهره الله عز وجل من الآثام والذنوب، وأعطى له مفاتيح الشفاعة ليشفع بها لأمته في الآخرة.
وقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم مبلغًا عظيمًا من التسامح، وكان مسالمًا متسامحًا يبتسم لأعدائه ويرد عليهم بطيب نفسٍ منه وسماحة، كما كان صلى الله عليه وسلم لا يحمل في قلبه كرهًا ولا ضغينةَ لأحد.
دفاعه صلى الله عليه وسلم عن الغامدية رغم إثمها
ومن أبرز المواقف التي برزت فيها سماحة الرسول الكريم، عندما أتت إليه المرأة الغامدية التي زَنَت، وهي مُحصَنة، وكان نتاج هذا الزنا هو أن حملت في أحشائها طفلًا حرامًا، وجاءت إلى الرسول ليقتص منها بحد الزنا، فما زالت عنه حتى أقام عليها الحد، وسبها خالد بن الوليد بعدها بجملة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أتسبُّها يا خالد؟
والله لقد تابت توبة لو قسمت على سبعين بيتًا من أهل المدينة لوسعتهم، وهل ترى أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل؟
وصفه الله عز وجل في كتابه بالخلق القويم والعظيم، وكان من سماحته أن اتصف بالحلم والصبر، ولم يتضجر من شيء، ويعامل من حوله بحلم وسماحة، فيذكر له أنس بن مالك وقد خدمه فترة من الزمن هذه الصفة فقال: خدمت النبي عشر سنين، فما قال لي أفٍّ قط، ولا قال لي لشيء صنعته: لم صنعته؟ ولا لشيءٍ تركته: لما تركتَه؟ وكان لا يظلم أحدًا أجره.
كما كان من سماحته صلى الله عليه وسلم أيضَا أنه لا يخص قومٍ بسوء، فكان يقول: ما بال أقوامٍ يفعلون كذا، دون أن يذكر من هم، وهذا من عظيم حلمه وسماحته صلى الله عليه وسلم.