خواطر الشهر الكريم | وزير الأوقاف: الدعاء ليس سلاح الضعفاء.. بل الأقوياء الآخذين بالأسباب
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن أبواب السماء تفتح في رمضان، مشيرًا إلى أن في فتحها كناية عن أمرين، أولهما: نزول الرحمات والبركات، والآخر: إجابة الدعوات.
وأضاف وزير الأوقاف، خلال الخاطرة الثامنة، من سلسلة خواطر الشهر الكريم، أنه ليس غريبًا أن يأتي قوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ"، في ثنايا الحديث عن فريضة الصيام، وكأن الحق سبحانه وتعالى يلفت أنظارنا إلى وقت من أهم أوقات إجابة الدعاء، وهو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، فلكل صائم دعوة لا ترد.
فضل الدعاء في رمضان
وأشار وزير الأوقاف، في هذا الموقف، إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ للصائِمِ عندَ فِطرِهِ لَدعوةٌ لا تُرَدُّ"، وقول النبي الكريم: "ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ، وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَيَقُولُ الرَّبُّ (عز وجل): وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين.
وزير الأوقاف: الدعاء ليس سلاح الضعفاء كما يُتوهم
وتابع وزير الأوقاف: الدعاء ليس سلاح الضعفاء كما يتوهم البعض، الدعاء سلاح الأقوياء الآخذين بالأسباب، المؤمنين بأن الأسباب لا تؤدي إلى النتائج بطبيعتها، إنما برحمة الله تعالى وعونه وسداده وإرادته وتوفيقه، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو الله بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إثمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ بها إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يعجل لَهُ دَعْوَتَهُ، وإمّا أن يَدَّخِرَها لَهُ في الآخرة، وإمّا أن يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا. قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ. قَالَ: الله أَكْثَرُ".
واختتم وزير الأوقاف: فلا يظنن أحد أن الإنسان الذي يلجأ إلى ربه بالدعاء يرجع صفر اليدين، بل لا شك أن نعمة الله عليه في القبول واسعة، إما بإجابة دعوته، أو أن يدفع عنه من السوء مثلها، أو أن يدخرها له يوم القيامة، وليكن بدء الدعاء بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم)، ويختم بمثل ذلك، فإن الله عز وجل أكرم من أن يقبل الصلاتين ويرد ما بينهما والإجابة من الله تعالى.