شياطين الأرض
في رمضان تتسلسل الشياطين السفلية، ليكتشف البشر حقيقة وجود شياطين في صورة بشر، يحيون معنا، ويعيشون معنا على نفس الأرض وفي نفس الزمان، بل ونكتشف أن شياطين الأرض أصعب وأضل من الشياطين السفلية في التفكير أو في تنفيذ مخططاتهم أو جرائمهم عمومًا.
ففي أعظم أوقات السنة، وبينما يشترك المسيحيون مع المسلمين في مناسك عبادية عظيمة، سواء في صيام الصوم الكبير في المسيحية، أو في صيام شهر رمضان المبارك في الإسلام، شهدت الإسكندرية حادثا لا يُعد الأول من نوعه، بل أعاد إلى الأذهان حادث استشهاد الأب سمعان شحاتة والذي اشتهر بـ "كاهن المرج".
استشهاد الأب أرسانيوس وديد في شوارع اسكندرية، ربما ذكرنا بحادث استشهاد أبونا سمعان شحاتة، وربما ذكّرنا باستشهاد القديس العظيم مارمرقس كارز ديار الإسكندرية ومصر، ولكن أيضًا يدعنا نسأل لماذا الآن بالتحديد؟ ولمصلحة من يتم استشهاد أب كاهن يعول شعب كنيسة بأكمله وعاش ليخدم شعبه بمحبة واتضاع ووداعة؟.
ربما الصورة ليست كاملة أو واضحة حتى الآن من أسباب أو تداعيات، ولكن بالتأكيد سيكون هناك رد حكيم وواعِ وستكون هناك تحقيقات منصفة وأحكام رادعة، وخصوصًا أن هناك من يقول بأن القاتل مختل عقليًا، ولكن من وجهة نظري المتواضعة، فإنه حتى ولو كان مختلًّا، فإن تمت محاكمته بحكم رادع، ستكون نتيجة هذا الحكم رائعة.
فأنا أظن أنه حينها سيرجع عقل كل مختل، وسنعيش وقتها نحن جميعًا في سلام دون مشاكل ودون دماء تسفك، لأن الدم هو أعظم شيء يمكن أن نحافظ عليه، والروح هي أثمن ما يهبه الله للإنسان، فمن أنت لتنزعه من أحد دون وجه حق؟!