ضيوف الرحمن.. شباب دشنا يقدمون وجبات إفطار للصائمين في محطة السعادة │ صور
طابع خاص يمتاز به شهر رمضان الكريم عن باقي الشهور الأخرى، فيحرص فيه أفراد الأسرة على الالتفاف حول مائدة واحدة، إلا أن عدد من شباب مركز دشنا، الواقعة شمالي محافظة قنا، لا يجدون غضاضة في الإفطار بعيدا عن أسرهم، بحثا عن الثواب الأعظم، فهم ينتظرون الشهر الكريم من كل عام، لإفطار الصائمين بمحطة السكة الحديد، من خلال مبادرة دشنا الخير؛ التي بدأت منذ ما يقرب من 9 سنوات.
المبادرة الشبابية؛ تتطلب التحضير الجيد وجمع الأموال فيما بينهم، لشراء مُتطلبات الوجبات من بلح وعصائر وزجاجات مياه وقوالب الثلج وأكياس للتعبئة.
مبادرة دشنا الخير
موسى مرزوق، أحد مؤسسي المبادرة، قال لـ القاهرة 24، إن المبادرة بدأت منذ نحو 9 سنوات، وكانت في بداية الأمر تقتصر على تقديم زجاجات المياه فقط، لكن بعد مرور السنوات؛ بدأت في التوسع بتقديم الوجبات والمياه المعدنية والبلح، مشيرًا إلى أنه على مدار تلك السنوات نجحت المبادرة في زيادة كمية عدد الوجبات المقدمة للصائمين.
وأضاف مرزوق أن الوجبات تُقدم للمسافرين على مدار شهر رمضان، ويشارك في تقديمها عشرات الشباب من مركز دشنا، مؤكدا أن جميع تكاليفها بالجهود الذاتية لشباب المبادرة، بالإضافة إلى بعض أهل الخير، كما أن المُبادرة لم تتلق أي دعم من أحزاب أو جمعيات، لتكون خالصة لوجه الله تعالي.
من جانبه، ذكر محمد علي حسان، أحد الشباب المشاركين في المبادرة: هناك من يعتقد أن إفطار الصائمين؛ يتوقف على التكلفة المادية فقط، لكن في الحقيقة هو يحتاج إلى تنظيم، والذي ربما تكون مشقته أكثر بكثير من توفير المال.
وأشار حسان إلى أنه يجرى تقسم الشباب لفرق؛ منهم من يشتري طلبات الإفطار، ومنهم من يعبئها داخل الأكياس، وقبل الإفطار بدقائق نبدأ بتوزيعها بأنفسنا على رصيف محطة دشنا، لضمان توصيلها إلى أكبر عدد من الصائمين داخل عربات القطار.
محطة السعادة
في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء يخرج شباب مبادرة دشنا الخير من منازلهم متجهين إلى محطة سكة حديد دشنا أو كما يطلقون عليها محطة السعادة، حاملين في أيديهم المياه والوجبات والبلح؛ منتظرين قدوم القطار الروسي؛ التي يتوقف في المحطة في تمام الساعة 5:50 دقيقة، وسط فرحة عارمة من الشباب.
إفطار المسافرين
10 دقائق كاملة تتحول فيها محطة دشنا إلى خلية نحل بين الشباب المتطوعين، لتقديم الوجبات إلى رُكّاب القطار؛ لا يفرقون بين مسلم ومسيحي، فالكل يعرض على من حوله، أن يشاركه الإفطار، رغم محاولات بعض الأقباط؛ الإثناء عن مُشاركة الطعام، وتأكيدهم بإفطارهم أكثر من مرة، وأنهم ليسوا صائمين، وهناك من هم أولى بمشروباتهم، إلا أن المتطوعين يصرون على إطعامهم، ليذوقوا حلاوة إفطار الصائم، فالجميع ضيوف الرحمن، حسب قولهم.