مُخزَّنة منذ 16 عاما.. خبير أثري يطالب بعرض لوحة طريق الكباش في المتحف الكبير أو بالعاصمة الإدارية| صور
طالب الدكتور منصور بريك، المدير العام لآثار الأقصر ومصر العليا الأسبق، بعرض لوحة طريق الكباش- المكتشفة من خلال فريق التنقيب الذي يعمل معه عام 2006- في المتحف المصري الكبير، أو في متحف العاصمة الإدارية؛ نظرًا لأهميتها التاريخية.
قال الدكتور منصور بريك- المدير العام لآثار الأقصر ومصر العليا الأسبق خلال أعمال التنقيب الأثري واكتشاف طريق الكباش بالأقصر، والذي يمتد لأكثر من 2700 متر، في ديسمبر 2006- إن الفريق الذي يعمل معه في أعمال التنقيب خلف مكتبة الأقصر، في ذلك الوقت؛ أخبره بالكشف لوحة أثرية كبيرة من حجر الكوارتزيت إلى الغرب من طريق الكباش في القطاع خلف مكتبة الأقصر العامة.
وأضاف المدير العام لآثار الأقصر ومصر العليا الأسبق، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: في أثناء توجهي لاستكمال الكشف اللوحة؛ وجدت لأول وهلة أنها تقع على مسافة 45 سم فقط من سطح الأرض، كما أنها مقلوبة على وجهها، وتقع إلى الغرب من طريق الكباش، وكان يرافقني وقتها كلا من: إبراهيم سليمان ومحمد عاصم، وبعد توثيق الكشف من صور ورفع معماري؛ تم البدء في رفع اللوحة، لمعرفة عما إذا كانت تحوي نقوش، أو أنها مجرد كتلة حجرية، ولكن كانت المفاجأة عندما اكتشفت أن اللوحة تحوي على وجهها نقوشًا ورسومات عديدة.
ويوضح الدكتور منصور بريك قائلا: عندما شاهدت النصوص على اللوحة؛ على الفور قرأنا اسم صاحب اللوحة، وكانت المفاجأة، أن اللوحة تحمل نقشا لـ الملك ست نخت، مؤسس الأسرة الـ20 المصرية القديمة، وحَكَمَ ست نخت في حوالى 1186 قبل الميلاد، وهو صاحب المقبرة رقم KV14 في وادى الملوك، والتي سبق أن حَفَرَتْها قبله، الملكة تاوسرت، آخر ملوك الأسرة التاسعة عشرة، وقام هو بتوسعتها وإعادة استخدامها، وهو والد الملك المصري الشهير رمسيس الثالث.
مكان وضع لوحة طريق الكباش بالأقصر بعد الكشف عنها
ويضيف الدكتور منصور بريك، بعد اكتشاف لوحة طريق الكباش؛ على الفور تم نقلها إلى مخازن الشيخ لبيب بالكرنك، وتم البدء في تنظيفها وقراءة النص عليها، وتمت القراءة بواسطة كلا من: الأثري عبد الستار، وتم فك رموز اللوحة المُشَكَّلة من قطعة واحدة من حجر الكوارتزيت، والذى كان المصري القديم يقطعه من الجبل الأحمر بالقاهرة، ويبلغ ارتفاع اللوحة 132 سم وعرضها من أعلى 70.5سم ومن أسفل 85 سم وسُمكها من أسفل 27 سم.
أهمية لوحة طريق الكباش بالأقصر
الدكتور منصور بريك، أشار إلى أن الأهمية التاريخية لهذه اللوحة الفريدة؛ تكمن في عدة نقاط كالتالي، أنها أول وثيقة أثرية تثبت أن الملك ست نخت- مؤسس الأسرة العشرين المصرية القديمة- حكم أكثر من 4 سنوات، حيث أنها مؤرخة- كما هو مكتوب في السطر الأول بالعام الرابع من حكمه- ومن المعروف أن أغلب المراجع العلمية تذكر أنه حكم لمدة سنتين؛ بناء على ما هو مكتوب على مسلة الفانيين بأسوان، أو 3 سنوات فقط طبقا لمخطوط سيناء رقم 127، ولكن توثق وتؤكد اللوحة، لحادثة غريبة وكبيرة، وهي قيام ثورة شعبية في العام الرابع من حكم ست.
مكان لوحة طريق الكباش في الوقت الحالي
ونوه الدكتور منصور بريك بأنه نشر مقالتين علميتين عن اللوحة وأهميتها؛ حتى أنهما أصبحتا من أهم المراجع العلمية والأثرية في إعادة تاريخ الأسرة 20 القديمة، وبعد اكتشاف اللوحة بعام؛ تم اختيارها لتعرض في متحف الحضارة بالفسطاط، ولسبب ما، لم يتم وضع هذه اللوحة المهمة من ضمن سيناريو عرض متحف الحضارة، وهى مخزنة الآن في مخازن المتحف.
