أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم| الصبر في ميزان الشخصية المحمدية
يعد الصبر من أهم الأعمال التي لا يعلم جزاءها إلا الله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر أهل الأرض صبرًا، فهو من أولى العزم من الرسل، وكانت حياته مليئة بالصعاب والمشاق، لذلك فإن الأمر الإلهي بالصبر أتى في أوقاتٍ كثيرة وفي مواضع عدة في القرآن الكريم.
وكان من مواساة الله عز وجل لنبيه أن يصبِّره بآياتٍ من الذكر الحكيم “واصبر كما صبر أولو العزم من الرسل"، وهو النبي الذي أُوذي من قومه، واُبتلى بفقد الولد والأهل، فصبر وتحمل من أجل نشر دعوة الحق، وهو البشري الذي صمد بكلمة الله في وجه أعداء الله.
مواقف من صبر النبي صلى الله عليه وسلم
في بيتٍ ندر فيه الزاد ولم يرفع فيه القدر على النار لينضج اللحم إلا قليلًا، كان يعيش النبي محمد صلى الله عليه وسلم، راضيًا بما قسمه الله له من رزق، ولو شاء لأعطاه الله قصور كسرى وكنوز قيصر، ولكن الله عز وجل كانت له حكمة في بقاء بيته بالأيام لا يوجد إلا الأسودين: التمر والماء.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن ذلك: لقد أخفت في الله، وما يخاف أحد، وقد أوذيت في الله، وما يُؤذى أحد، ولقد أتت عليَّ ثلاثون ما بين يوم وليلة وما لي طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إبط بلال.
ويعتبر صبر النبي صلى الله عليه وسلم على تعذيب أهل الطائف له نموذجًا عظيمًا، حيث لا يتحمل بشر ما فعلوه به من رمي أطفالهم الحجارة عليه، وسب رجالهم له، ويبلغ عفوه وصبره مبلغًا عظيمًا حينما دعا لهم وليس عليهم، ولو شاء لجعل الله يطبق الجبلين عليهم كما خيره على لسان جبريل عليه السلام.
وصبر الرسول صلى الله عليه وسلم على فقد الأهل أيضا، حيث نشأ يتيم الأبوين، ورحل عنه عمه أبو طالب وزوجته خديجة بنت خويلد في عامٍ واحد سُمِّى بعام الحزن، وكان كلما تلد له زوجته ولدًا يفقده، وماتت جميع بناته في حياته إلا فاطمة الزهراء رضي الله عنها.