رغم منعه في مصر.. انتشار عقار يسبب ضررًا كبيرًا للقدرة الجنسية عند الذكور
حظرت منظمة الصحة العالمية استخدام دواء بيطري يستخدم في تسمين الماشية؛ بسبب أضراره الصحية على الإنسان الذي يتغذى على لحوم هذه المواشي، وثبت علميًا خطورته الكبرى على المخ والكبد وتأثيره الكبير على هرمونات الجسم، ورغم حظره من قبل هيئة الدواء المصرية وامتناع الشركة المكسيكية المصنعة له عن إنتاجه وتوزيعه في منطقة الشرق الأوسط منذ 10 سنوات، إلا أنه ما زال متداولا في الأسواق المصرية.
لا يتوقف الأمر على استخدامه في مزارع الدواجن وحسب، فلجأ عدد كبير ممن يسعون لبناء جسد ضخم وعضلات مفتولة إلى استخدامه عبر الحقن، وهو ما يتسبب في حدوث مضاعفات خطيرة لمستخدميه، فقد أثبتت دراسة علمية أن المادة لها تأثير ضار كبير على الوظائف الإنجابية للذكور، ما يضاعف معدلات خطر المادة على صحة الإنسان، في ظل ضعف الرقابة على المنتجات الطبية في السوق المصرية.
منظمة الصحة تمنع تداول عقار أكواجان
قبل سنوات، أصدرت منظمة الصحة العالمية قرارا بوقف إنتاج وتداول الدواء البيطري الذي تدخل مادة بولدينون في تصنيعه، لتأثيره الضار على صحة المستهلكين من البشر، لخطورته على المخ والكبد وتأثيره في تركيب هرمونات الجسم، وربطت دراسات أخرى بينه وبين تسببه في مرض التوحد.
أبرز الأدوية التي تدخل هذه المادة في تصنيعها هو دواء أكواجان، الذي تنتجه شركة مكسيكية تسمى Tornel، وقد أوقفت الشركة تصنيعه تماما وأوقفت تصديره إلى مصر وعموم منطقة الشرق الأوسط منذ 2015، عبر وكيلها الرسمي.
مجهولون يروجون للعقار عبر فيسبوك
استغل بعض الأشخاص شهرة الدواء وتأثيره الكبير في تسمين وزيادة حجم الماشية في تهريبه إلى داخل مصر، وإنشاء صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للترويج لهذا العقار أملا في تحقيق مكسب كبير.
لجأ مجهول إلى إنشاء صفحة على فيسبوك بنفس اسم العقار وبدأ في الترويج له، وصمم موقعا ونسبه إلى الشركة المكسيكية بما يخالف الواقع، وقد تتبع المركز المصري للحق في الدواء موقع الشركة وتأكد أنه تم تصميمه داخل مصري ويملكه مواطن مصري مجهول الهوية.
تسمين الماشية والخيول
يبيع هذا الشخص عبوة العقار والتي تحتوي على 100 سم مقابل 750 جنيها مصريا، بالتواصل معه وطلب 100 علبة دواء منه رفض ذلك، وقال إنه لا يتوفر لديه إلا 35 عبوة فقط، وتم تخفيض السعر إلى 600 جنيه، وبعد طلب فاتورة منه للأدوية قال إنه لا يمكنه أن يصدر فاتورة، ولكنه سيحاول مع الطبيب الذي يشتري منه الأدوية لتوفير الفاتورة اللازمة.
بخلاف هذه الشخص يروج كثيرون لهذا العقار عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع البيع الإلكتروني مثل أوليكس وغيرها، تدعي قدرته الكبيرة على زيادة الكتلة العضلية وتسمين الحيوانات، إضافة إلى استخدامه في تسمين الجمال والخيول.
هيئة الدواء تحظر العقار لخطورته على المستهلك
وقد تم حظر العقار في مصر رسميا قبل 4 سنوات، فقد قررت اللجنة الفنية لمراقبة الأدوية التابعة لهيئة الدواء المصرية في جلستها بتاريخ 4/10/2018 عدم الموافقة على استقبال مستحضرات بيطرية جديدة تحتوي على مادة Boldenone استنادًا لقرار اللجنة العلمية المتخصصة للأدوية البيطرية وإضافات الأعلاف.
وقررت اللجنة العلمية المتخصصة للأدوية البيطرية وإضافات الأعلاف بجلستها في 30/7/2018 عدم الموافقة على تسجيل المادة لخطورتها على الإنسان المستهلك.
بيع العقار في صالات الجيم
يقول محمود فؤاد رئيس المركز المصري للحق في الدواء، إن عقار أكواجان يباع في مصر منذ سنوات، رغم أن الشركة الأم أوقفت إنتاجه وبيعه إلى الشرق الأوسط ومصر منذ عام 2015؛ بسبب تحذير منظمة الصحة العالمية منه، لكن كثيرون ما زالوا يستخدمونه في تسمين الماشية لأنه يساعد في زيادة وزنها بسرعة، ويستخدمه آخرين للخيول لأنه يعطيها طاقة كبيرة جدا، بسبب تأثيره على الهرمونات التي تفرزها.
وأضاف فؤاد، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن أخطر ما في الأمر حاليا هو استخدام العقار بكثرة داخل صالات الألعاب الرياضية الجيم، ممن يريدون بناء العضلات أو لمن يريد العمل في مهنة البودي جارد، أو كمال الأجسام، لكن خطورته كبيرة جدا على صحة الإنسان.
وتابع: يؤثر العقار على المخ والكبد وله ارتباط مباشر بالتسبب في مرض التوحد، علاوة على تلاعبه بالهرمونات داخل جسم الإنسان، ما قد يسبب أمراضًا خطيرة وتغيرات كبيرة في جسم الإنسان.
بخلاف الترويج لاستخدامات العقار في تسمين الماشية، تروج صفحات وجروبات فيسبوك لاستخدام العقار في تكوين عضلات الإنسان، ورصدنا مجموعة كبيرة من البوستات التي تروج لهذا العقار، والتي تبيعه بسعر يتراوح بين 600 و800 جنيه للعبوة الواحدة.
دراسة ترصد أضراره على القدرة الجنسية للذكور
وأظهرت دراسة علمية نشرت في دورية national library of medicine، يونيو 2012، أن العقار له تأثير ضار على الوظائف الإنجابية للذكور، ورصدت الدراسة الآثار العكسية للستيرويد المنشطة بولدينون وندسيلنات (BOL) على الوظائف التناسلية لذكور الأرانب.
ورصدت الدراسة انخفاض أوزان الخصيتين والبربخ بشكل ملحوظ، وتسببه في انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون في الدم، والحجم المنوي، وحركة الحيوانات المنوية، وعددها.
الشركة المكسيكية تخلي مسئوليتها
وفي وقت سابق، أصدرت الشركة المكسيكية Tornel بيانا أكدت فيه أنها لا تبيع المنتج في منطقة الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا منذ 2015، وجاء في البيان أن الدكتور م. ع. هو مدير التصدير والمبيعات الوحيد للشركة في منطقة الشرق الأوسط منذ 1998، وأنه تم وقف مبيعات العقار داخل المنطقة منذ 2015، وشددت على أنها غير مسئولة عن انتشار عقار بنفس الاسم في مصر، وغير مسؤولة عن أي صفحة تروج لها أو تحمل نفس اسمها.
مصانع بير سلم
وعن كيفية دخول هذا العقار إلى مصر، رغم نفي الشركة إنتاج العقار أو بيعه داخل مصر، يقول مدير المركز المصري للحق في الدواء، إن العقار يتم تصنيعه في مصانع بير سلم داخل مصر، ويتم الترويج له، وهنا يرتكب المصنع والمروج لهذا العقار أكثر من جريمة.
وحذر المركز من خطورة وتبعات العقار على مستهلكي اللحوم في مصر، وعلى صحة شباب مصر الذي يشترون هذا العقار من صالات الجيم دون وعي لأضراره الكبيرة التي يتسبب فيها، مطالبا جهات التحقيق بالتحرك لوقف الترويج لهذا العقار القاتل.