أحمد فضل شبلول: كنت أتمنى عرض النجيب في رمضان.. وأتابع 3 مسلسلات فقط منها الاختيار | حوار
تختلف حياة المبدعين عن حياة الناس العاديين، بحيث نستطيع أن نقول إن لهم طبيعة خاصة، وفي شهر رمضان أيضا يكون لهم طقوسهم الخاصة، وفي حوار مع الكاتب الدكتور أحمد فضل شبلول، عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر، كشف لنا فيه عن يومياته في رمضان، ماذا يقرأ وماذا يكتب؟ وإلى نص الحوار:-
كيف تقضي أوقاتك في رمضان؟
أقضي أوقاتي في شهر رمضان المبارك ما بين القراءة والكتابة والصلاة ومشاهدة بعض المسلسلات التليفزيونية. وأكمل حاليا قراءة كتاب الفتوحات المكية لمحيي الدين بن عربي، وهو كتاب ضخم يتألف من عشرة أجزاء، وقراءته تتناسب مع روحانيات الشهر الكريم، وهو يتناول سور القرآن الكريم وآياته تفسيرا داخليا أو باطنيا، وعلى الرغم من غموض بعض صفحاته فإنه يفتح مجالات للتأويل والتفسير الذي يختلف عن تفسيرات كتّاب آخرين ومفسرين من أمثال ابن كثير والقرطبي والشعراوي على سبيل المثال. وفي جميع الأحوال فإن سور القرآن الكريم وآياته تحتمل كل تأويل سواء ظاهري أو باطني، وهذا أيضا يتناسب مع أجواء الرواية الجديدة التي أكتبها الآن، والتي أوشكت على الانتهاء منها.
وهل هناك عمل يتم إنجازه خلال الشهر الكريم؟
في وسط هذه الأجواء الروحانية سواء بالقراءات والكتابات، انتهيت من كتابة عمل أدبي علمي للناشئة عن عالم الكواكب والنجوم والأفلاك والأقمار يحمل عنوان الكوكب الغضبان، وهو عن كوكب الزُّهَرة الذي اكتشف أنه بلا أقمار تدور حوله، فجُن جنونه، وأخذ يقارن نفسه بالكواكب التي لها أقمار مثل المشتري الذي له 79 قمرا، وزحل الذي له 82 قمرا، وحتى كوكب الأرض الذي له قمر واحد فقط. ويتساءل الزهرة: لماذا وُجد في النظام الشمسي بلا قمر أو قُمير واحد؟ إنه يتعالى على بقية الكواكب الأخرى بسبب اسمه الأنثوي "الزهرة" الذي يحمل معاني الجمال والإضاءة والبهاء، والذي اشتهرت به إلهة الجمال "فينوس" في الأساطير الرومانية، أو "أفروديت" في الأساطير اليونانية، و"عشتار" في الأساطير البابلية.
وأعتقد أننا في حاجة للروايات والقصص العلمية التي تقرب مفهوم العلم وتطبيقاته، ومفهوم الفضاء وتجلياته، للناشئة في المرحلتين الإعدادية والثانوية، وللقارئ بشكل عام. لذا لجأتُ إلى الكتابة في هذا المجال لشعوري بالنقص فيها.
ما المسلسلات التي تتابعها في رمضان؟
ووسط هذا كله أنا حريص على متابعة بعض مسلسلات رمضان، فهي من الكثرة بطريقة يصعب على المشاهد متابعتها كلها، وفي هذه الحالة على المشاهد أن ينتقي ويختار، وأنا انتقيت ثلاثة مسلسلات فقط لمتابعتها حسبما يسمح الوقت، وهذه المسلسلات هي: الاختيار 3 فهي تصور جزءا من تاريخ مصر المعاصر الذي لا بد أن نعرفه، ونعرف خفاياه وملابساته وماذا كان يُراد لنا كمصريين، وماذا فعل المخلصون والخائفون على البلد، فهناك تضحيات كثيرة لم نعرف عنها شيئا، وكانت من المسكوت عنه، وبدأنا نعرفها من خلال مثل هذا المسلسل.
إلى جانب ذلك أتابع مسلسل "في بيتنا روبوت" لخفة دمه ومواكبته للتكنولوجيا وتأثيراتها في حياتنا اليومية، ومسلسل "مين قال" لجمال سليمان والشاب أحمد داش، لأنه يعالج قضايا الشباب وأفكارهم وأحلامهم بطريقة واقعية اجتماعية.
هل هناك رواية معينة كنت تود رؤيتها على شاشة رمضان هذا العام ولم يحدث؟
إن كنت وددت مشاهدة عمل هذا العام في رمضان فهو مسلسل النجيب الذي سمعت أنه عن حياة كاتبنا الكبير الراحل نجيب محفوظ، وقرأت أن الفنان أحمد حلمي هو الذي سيتقمص شخصية نجيب محفوظ عن سيناريو وحوار عبدالرحيم كمال، إلا أنني لم أره معروضا ضمن مسلسلات هذا العام، ولم أدر سبب عدم عرضه، فهل لم يكتمل التصوير، وهل هناك عقبات معينة وقفت في طريقه؟
كنت في شوق لرؤية هذا المسلسل، لأرى كيف تمت معالجة حياة نجيب محفوظ الذي عاش 95 سنة مليئة بالأحداث والكتابات والشخصيات والحوارات والوقائع التي تحدثتُ عن بعضها في روايتي الليلة الأخيرة في حياة نجيب محفوظ. وربما مسلسل النجيب كان سيضع يدي على مناطق لم أتوقف عندها في روايتي التي أعد لها طبعة ثانية الآن بعد إضافة بعض الإضافات والأحداث والمقولات التي لم تكن موجودة في الطبعة الأولى التي صدرت في نهاية العام الماضي.
ما رأيك في دراما الموسم الرمضاني عمومًا هذا العام؟
أتساءل دائما هل ما يعرض من مسلسلات رمضان هو الأجود والأفضل والأحسن فعلا خلال العام، ولماذا الكل ينتظر رمضان كي تكدس فيه المسلسلات على هذا النحو الذي يصعب معه المتابعة؟ وأرى أن في هذا ظلما لبعض المسلسلات الجيدة التي لم يستطع المشاهد متابعتها عن كثب. يعني سمعت عن مسلسل جزيرة غمام أنه مسلسل جيد، ولكني لم أتمكن من متابعته، رغم وجود عدد من الفنانين الذين أعتز بهم مثل طارق لطفي ومي عزالدين ورياض الخولي وفتحي عبدالوهاب وغيرهم. وفي هذه الحالة من الممكن متابعة بعض المسلسلات على موقع يوتيوب في أوقات مختلفة عن أوقات عرضها.
إن هذا السباق الرمضاني أراه في غير صالح الدراما المصرية ولا برامج التليفزيون بعامة، لأنه قد يسقط منه الجيد، ويستمر الردئ في العرض، ومن هذا الردئ المستمر – كما أراه من وجهة نظر شخصية – برنامج رامز جلال الذي لم أدر أي قوة تجعله مستمرا بهذه الطريقة. أنا أقدر رامز جلال كفنان متحقق ولكنه يهدر طاقته الفنية في برنامج يريده أن يكون كوميديا بالعافية، فخرج إلى الأكشن المفتعل.
أيضا إعلانات هذا العام طويلة أكثر من اللازم، وكأن كل إعلان أغنية تلفزيونية رديئة في حد ذاته.
أحمد فضل شبلول.. الأديب الناقد
أحمد فضل شبلول عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر له الكثير من المؤلفات في الأدب والنقد فمن مؤلفات الروائية الليلة الأخيرة لنجيب محفوظ، الماء العاشق، اللون العاشق، أهواء السيرة الذاتية، ومن مؤلفاته الشعرية: مسافر إلى الله، ويضيع البحر، عصفوران في البحر يحترقان، تغريد الطائر الآلي، الماء لنا والورود، امرأة من خشخاش.
وله أيضا مؤلفات شعرية في أدب الأطفال منها: أشجار الشارع أخواتي، حديث الشمس والقمر، طائرة ومدينة، عائلة الأحجار، آلاء والبحر.
وصدر لأحمد فضل شبلول الكثير من الكتب النقدية أيضا أهما: قضايا الحداثة في الشعر والقصة القصيرة، أصوات من الشعر المعاصر، جماليات النص الشعري للأطفال، أدباء الإنترنت.. أدباء المستقبل، نظرات في شعر غازي القصيبي، الحياة في الرواية، استعادة الإسكندرية، المرأة ساردة ـ قراءات في القصة والرواية، شعراء يسكنهم السحاب.
ولأحمد فضل شبلول أيضا إسهامات في أدب الرحلات منها كتاب رأيت باريس، من استانبول إلى قرطبة.
