الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

علي جمعة: العطايا الإلهية تُستمطر بافتقار القلوب إلى الله والخضوع له

الدكتور علي جمعة
دين وفتوى
الدكتور علي جمعة
السبت 09/أبريل/2022 - 12:20 ص

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق، وأحد كبار علماء الأزهر الشريف، إنه إذا استشعرنا حاجتنا إلى رحمات الله ومغفرته ورضوانه أغدق الله علينا الفضل وجاد علينا بالكرم‏،‏ فالعطايا الإلهية تستمطر بافتقار القلوب إلى الله تعالى والشعور بالخضوع له سبحانه‏،‏ كما قال موسى عليه السلام‏:‏ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ،‏ وكما قال تعالى‏: يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ‏ فافتقار الإنسان إلى الله سبب للاستغناء به عما سواه‏.‏

وصف عبادة الله

وأضاف علي جمعة، من خلال منشور عبر حسسايه بـ فيسبوك: وقد أمر الله عز وجل عباده بالإنابة إليه‏،‏ ووصف بذلك أنبياءه وعباده الصالحين‏،‏ فأضاف الإنابة إلى حبيبه المصطفى ونبيه المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم ذَلِكُمُ اللهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ،‏ ووصف بها إبراهيم عليه السلام إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ،‏ وداود وسليمان عليهما السلام وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ،‏ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ، وشعيبا عليه السلام وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ، وجاء الأمر الإلهي باتباع طريق المنيبين في قوله سبحانه‏:‏ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ،‏ ووعد الله تعالى صاحب القلب المنيب بالجنة فقال‏:‏ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ.

وأردف جمعة بـ: ‏والمسلم مأمور بالإمعان في تدبر آيات القرآن‏،‏ والتعامل مع كلام الله عز وجل كلمة كلمة‏،‏ والوقوف عندها تفكرا ونظرا‏،‏ وعليه أن يتفاعل مع الأوامر الإلهية بعمل برامج لتنفيذها‏،‏ فإذا قرأ قوله سبحانه وتعالى‏: وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ فعليه أن يقف مع نفسه ومع ربه ليضع برنامجا لكيفية الإنابة إلى الله تعالى‏،‏ ولذلك كما كانت الإنابة إلى الله تعالى حالة ينبغي للعبد أن يكون عليها مع ربه فإنها أيضًا عند أهل الله تعالى مرحلة من مراحل الطريق إلى الله سبحانه‏.‏ وهذه المرحلة تأتي بعد اليقظة‏،‏ والتوبة‏،‏ والمحاسبة‏،‏ وأصل الإنابة في اللغة يدل على الرجوع‏،‏ وهي تدور في كلام أهل الله على أربعة معان‏:‏ المحبة‏، والخضوع‏،‏ والإقبال على الله‏،‏ والإدبار عما سوى الله‏.

وأشار علي جمعة: وأعظم ما تتجلى الإنابة في الصلاة‏،‏ ولذلك جعلها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمود الأمر وأهم شيء فيه‏،‏ وقال في شأنها‏:‏ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة‏،‏ فمن تركها فقد كفر،‏ وإنما لم يقل ‏‏فهو كافر‏‏ رأفة بالأمة‏،‏ فلو قالها لخرج تارك الصلاة من الملة‏،‏ لكنه قال‏:‏ فقد كفر‏،‏أي‏:‏ ارتكب عملًا فظيعًا شنيعًا من أعمال الكفار‏،‏ وقال تعالى في عظم شأن الصلاة‏:‏ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ،‏ ولذلك جمع الإمام الحافظ محمد بن نصر المروزي الأحاديث الدالة على تعظيم شأن الصلاة في كتابه القيم تعظيم قدر الصلاة.‏

وأوضح مفتي الجمهورية السابق: وشهر رمضان هو شهر الصلاة وشهر القيام حيث كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرغب الناس في قيام رمضان ويقول‏:‏ من قام رمضان إيمانا واحتسابا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه،‏ وقد سن سيدنا عمر للأمة في رمضان هيئة صلاة التراويح وكيفيتها‏،‏ فهي سنة نبوية في أصلها‏،‏ عمرية في كيفيتها‏.

واختتم جمعة: والصلاة دليل الإنابة‏،‏ وهذه الدلالة تظهر في استقبال القبلة‏،‏ فإن ذلك يذكرك بالإقبال على الله وأنت فيها‏،‏ حيث جعل الله لك وجهة تتوجه إليها فلا تصلى إلى أي مكان‏،‏ وكان من الممكن أن تكون القبلة في اتجاه آخر‏،‏ كما كان من الممكن أن تكون صحيحة في أي اتجاه‏،‏ ولكنه سبحانه وتعالى جعلها إلى جهة الكعبة وحدها‏،‏ إشارة إلى الإقبال والتوجه‏،‏ فالصلاة تلفتك بالاستقبال إلى الإقبال‏،‏ وفي الوقت نفسه وأنت مستقبل القبلة تكون مستدبرا العالم‏،‏ وعندما تقول‏:‏ الله أكبر يحرم عليك الكلام والأكل والشرب والعبث واللعب وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ يعني ساكتين‏،‏ فكما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم‏: ‏إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس‏،‏ إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن.

تابع مواقعنا