الدولار في خطر.. توقعات بارتفاعات قياسية للذهب بعد استعانة روسيا بخطة نيكسون
تواصلت روسيا إلى آلية جديدة للحفاظ على عملتها المحلية الروبل مقابل الدولار الأمريكي، الذي يتربع على عرش العملات الأجنبية في العالم، ويمثل العملة الوحيدة الصالحة للتبادل التجاري بين دول العالم، ومن شأن هذه الآلية تفادي إصدار العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأوربية عليها، والحفاظ على استقرار عملتها وضمان استمرار معاملاتها التجارية مع الدول التي وصفتها بالصديقة.
وقال محمد أبو زيد الخبير المصرفي الدولي، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بربط الروبل الروسي بالذهب أدى إلى ثبات سعر الروبل أمام الدولار، مما يعد تكرار لما فعلة الرئيس الأمريكي نيكسون في أغسطس 1971، بعدما ألغى ربط الدولار بالذهب.
وأضاف في تصريح خاص لـ القاهرة 24، أن هذا القرار سيؤدي إلى زحزحة الدولار بشكل تدريجي، من عرش العملات العالمية، الأمر الذي سيجعل دول أخرى تحذو حذو المركزي الروسي، وأيضا سيرفع من أسعار الذهب إلى مستويات قياسية نتيجة ازدياد الطلب عليه.
أمريكا تحتفظ بأكبر احتياطي من الذهب
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية، تحتفظ بأكبر احتياطي من الذهب يقدر بحوالي 8133 طنًا، تليها ألمانيا باحتياطي يقدر بحوالي 3370 طنًا، وتمتلك روسيا حوالي 2030 طنًا من الذهب، كاحتياطي لدى المركزي الروسي، وتأتي المملكة العربية السعودية ضمن أكبر 20 دولة تحتفظ باحتياطي الذهب يقدر بحوالي 323 طنًا، وهي على رأس قائمة الدول العربية.
أما مصر فيقدر احتياطي الذهب الذي تملكه بحوالي 77 طنًا فقط، وهناك تقدير بحوالي 80 طنًا، وبذلك تأني مصر في المرتبة السابعة عربيًا والأربعين عالميًا.
وأشار أبو زيد إلى أن كندا هي الدولة الوحيدة في مجموعة العشرين، التي لا تمتلك أي احتياطي ذهبي بالرغم من أنها تعد دولة بها مناجم ذهب، حيث باعت كندا معظم احتياطيها من الذهب إلى المملكة المتحدة، وربما ستشهد الفترة المقبلة صدور دراسات اقتصادية عديدة عن تأثير عودة الذهب بقوة إلى الواجهة وربط العملات به.
إقبال متزايد على العملات المشفرة
وتوقع المصرفي الدولي، أن تشهد الفترة المقبلة إقبالا متزايدا على العملات المشفرة البيتكوين، ورفاقه من العملات المشفرة الأخرى، والتسارع في إصدار العملات الرقمية للبنوك المركزية، مشيرا إلى أنه على ما يبدو أن العالم مقبل على عصر جديد تفقد فيه العملات الورقية قيمتها، ويهبط الدولار عن عرش أكثر العملات تداولًا في العالم، ويفقد بريقه كعملة عالمية، وقد تأخذ هذه التغيرات قرابة العقد من الزمان حتى نراها واقعًا ملموسًا.
وأعلن البنك المركزي الروسي، ربط الذهب والروبل، بمقدار 5000 آلاف روبل للجرام الواحد من كل سبيكة ذهب، وبهذا القرار نجحت روسيا في تقليص قيمة الدولار بنحو 30% على مستوى العالم، عند مقارنة قيمته بسبيكة الذهب، ذلك مع الوضع بالاعتبار أن روسيا ستبيع الغاز بالروبل فقط، وتمت معادلة الروبل بـ 5000 روبل لجرام الذهب، فإن من يرغب في شراء النفط أو الغاز سيحتاج إما إلى الدفع بالروبل وإما بالدفع بالذهب.
وكل أونصة ذهب تعادل 32 جراما من الذهب، وفق حسابات المركزي الروسي، وكل 32 جراما إذا ما كان كل جرام منهم يعادل 5 آلاف روبل، فإن ذلك يعني أن أونصة الذهب الواحد تعادل 160 ألف روبل.
وارتفع سعر صرف الروبل الروسي أمام الدولار الأمريكي، أول أمس الخميس، ليصل إلى 79.25 روبل مقابل الدولار الواحد، وذلك بعد وصوله لمستويات قياسية وصلت لـ117 روبل للدولار الواحد بعد إعلان العقوبات الغربية على روسيا.
