ثلاثية الأبعاد 8.. الزمالك وقلب الطاولة
كرة القدم هي الشيء الأكثر إثارة في عالمنا على مر العصور، دائمًا لها عناصرها التي تميزها عن كل وأي شيء من حولها، لذلك يمكن أن نقول إن لها أبعاد مختلفة وكثيرة، أو نقول إنها ثلاثية الأبعاد.
سنقول إن كرة القدم ثلاثية الأبعاد، لأنها يمكن أن تجد فيها الفرح ويمكن أن تجد الحزن ويمكن أن تجد الطرائف أو العجائب، وبالرغم من ذلك فإن حب الجماهير لها حول العالم لا يتغير بل يزداد كل يوم عن سابقه.
ولهذا سنتحدث في سلسلة ثلاثية الأبعاد في شهر رمضان المبارك، عن أبرز القصص حول أبعاد كرة القدم التي سبق ذكرها، وستكون حلقة اليوم عن شيء سنعجز عن تفسيره ما إذا كان محزن أم مفرح أم من العجائب، ولكنها ما نعرفه أنها ستكون عن واحد من أعرق أندية إفريقيا.
المشقة من أجل الدوري
حديث اليوم سيكون عن واحد من أعرق الأندية في إفريقيا وهو نادي الزمالك، والذي يملك باع طويل في القارة من الإنجازات والبطولات، ولكنه يعتبر من الأندية التي يصعب فهمها ومن المعادلات الصعبة على جماهيره بالتحديد قبل أي شخص أخر.
بالنسبة لفترات تعتبر قريبة قليلا وبالتحديد في موسم 2003-2004، كان أخر لقب دوري مصري يحصده الزمالك ومن بعدها دخل النادي في دومات عديدة وخسارات كثيرة جعلت جمهوره يفقد الأمل في حصد اللقب مرة أخرى ولكنه لم يفقد حبه وتشجعيه الدائم له، ولكن الأمر استمر لمدة 11 عاما.
وبعد غياب 11 عاما وبالتحديد في عام 2015، جاء إلى الزمالك البرتغالي جوسفالدو فيريرا ليتولى تدريب الفريق الأول لكرة القدم، وقدم مستويات مميزة جدا طوال الموسم لينهي الموسم بالتتويج بلقب الدوري المصري بعد كل هذا الغياب وسط احتفالات كبرى من جماهير الفارس الأبيض التي لم تكن تصدق أنه بعد كل هذه السنوات أخيرا عاد الفريق لحصد اللقب.
ولكن لأنه الزمالك، لم تكتمل الفرحة في ظروف غير مفهومة خسر الفريق لقب السوبر المصري على يد غريمه التقليدي الأهلي ليرحل بعدها مباشرة فيريرا عن تدريب الفريق، ويدخل الأبيض من جديد في دوامة الغياب عن البطولات أو بالتحديد بطولة الدوري.
وظل الزمالك في دوامة الخسائر وتغيير المدربين، وغاب من جديد عن الفوز بلقب الدوري ولكن كالعادة ظل جمهوره يسانده دون أن يكون على دراية بأي سبب من أسباب الأحداث التي تدور حول الفريق أو النادي بشكل عام، لتعود الفرحة من جديد إلى ميت عقبة بالفوز بلقب الدوري المصري الموسم الماضي 2020-2021، بعد غياب 6 سنوات كاملة، والآن ينتظر الجماهير البيضاء لرؤية متى ستكون المرة المقبلة التي سيفز فيها الفريق باللقب.
الحلم الإفريقي
ومثلما تحدثنا عن المشوار المحلي الخاص بالدوري، يجب أن نتحدث عن حلم جماهير الفارس الأبيض في حصد لقب دوري أبطال إفريقيا الذي يغيب عن خزائن النادي منذ عام 2002 في أخر مرة فاز الفريق به، وبالرغم من كل الخسائر التي يتعرض لها الفريق منذ هذه المدة بل ووصل الأمر إلى الصعود للنهائي وخسارة اللقب أيضا، لا تزال الجماهير متمسكة بالأمل وفي كل عام يكون لديهم ثقة في فريقهم أنه سيحصدها هذا العام.
ولكن بالرغم من خسارة اللقب في كل عام، يواصل الزمالك قلب الطاولة عكس كل التوقعات، ويحاول إسعاد جماهيره الأوفياء الذين متمسكين بالأمل وبفريقهم، ليحصد الفريق لقب الكونفدرالية الإفريقية في موسم 2018-2019 بالرغم من أن أدائه في هذه النسخة من البطولة لم يكن يبشر بأنه سيفز بها، ولكن لم يكتفي بهذا بل فاز أيضا بلقب السوبر الإفريقي في نفس العام، لتعود إلى الجماهير الأمل من جديد في احتمالية استعادة اللقب الإفريقي الأكبر وهو دوري الأبطال، ولكن حتى الآن هذا الحلم لم يتحقق وودع الملكي البطولة هذا الموسم أيضا من دور المجموعات.
ويواصل الزمالك قلب الطاولة على الجميع حتى جماهيره، دون أن يكون هناك فرد واحد قادر على فهم الحسابات التي يسير بها هذا النادي، وكيف يمر بهذه الأحداث والتخبطات والخلافات والمعارك والخسائر، ثم يأتي من بعيد جدا ليحدث شيء ما ينشر الفرحة بين جماهيره ينسيهم كل هذه الأمور، ولكن سرعان ما يقلب طاولته من جديد ويدخل في دوامة جديدة ويواصل هذا الأمر، ما بين أحزان وأفراح وعجائب، ويبدو أن الفارس الأبيض سيظل على هذه الاستراتيجية إلى يوم الدين...