حكم سماع الأغاني في رمضان.. لا تبطل الصوم إلا فى هذه الحالة

 يسأل الكثير من الناس عن حكم سماع الأغاني في رمضان وهل هي من المفطرات أم لا، فحكم سماع الأغاني في رمضان هو سؤال دائم التكرار، بحيث يدرك المسلم الرأي الشرعي في حكم سماع الأغاني في رمضان كي يبتعد عما يفسد الصيام في شهر رمضان الكريم  و لا يعتبر سماع الأغانى  من مفسدات الصيام، وبناء عليه فالشخص الذي يستمع إلى الأغاني في شهر رمضان يبقى صيامه صحيح، إلا في حالة أن كلمات الأغنية حركت مشاعر وشهوة الصائم لدرجة أم لا مقيدة بشرط تحريك الشهوة.
 

هل سماع الأغاني يبطل الصيام في رمضان

هل سماع الأغاني يبطل الصيام في رمضان.. الشخص الذي يستمع إلى الأغاني في شهر رمضان الفضيل صيامه صحيح وغير باطل، ولكن إذا أنزل الشخص المني بسبب كلمات الأغنية فيحكم على صيامه هنا بالبطلان، ويتوجب على الشخص في هذه الحالة أن يقضي يوم بدلًا عن الذي بطل فيه الصيام واتفق فيه الفقهاء أن سماع الأغاني في نهار رمضان لا يبطل الصيام، فسماع الأغاني في شهر رمضان ليس من المفطرات مثل الطعام والشراب والجماع، ولكن مع الأخذ في الاعتبار أن سماع الأغاني في شهر رمضان ينقص من أجر الصائم، لأن الصيام لا بد أن يكون صيامًا حقيقيًا بعيدًا عن كل المحرمات، فيصوم المسلم بكافة جوارحه عما هو محرم.

يعتبر المسلم الذي يقترف بعض الذنوب وهو صائم لا حظ له من صيامه إلا الجوع والعطش فقط، فقد جاء في السنة النبوية عن الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر رواه أحمد والنسائي في الكبرى وابن ماجه الصيام ليس فقط الابتعاد عن الأكل والشرب والجماع، فقد بين لنا الأئمة الكرام أن الصيام يكون بكافة الجوارح، بأن يتجنب المسلم كل المعاصي، فيجب على المسلم الصائم ألا يفعل أي محرم وألا يرتكب أي إثم أثناء صيامه، مثل الكذب أو الغش، وكذلك سماع الأغاني في نهار رمضان يبطل الصيام في حالة أن كلمات الأغنية حركت المشاعر وتثير الشهوة.
المسلم الصائم الذي يستمع إلى الأغاني في شهر رمضان لا يبطل صيامه وإنما يكون عليه إثم بسبب سماعه للأغاني التي تحرض على الفواحش، والأصل أن شهر رمضان هو فرصة يجب على المسلم أن ينتهزها من أجل التوبة والعودة إلى الله عز وجل، والابتعاد عن الآثام وترك المعاصي والمحرمات، لعل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل توبة التائب ويتقبل منه الصيام وفعل الطاعات.

العاقل في شهر رمضان هو من يخالف نفسه ويبتعد عن هواه ويتوب إلى الله، ويقبل في شهر رمضان على الطاعات وإحياء ليالي رمضان بالذكر والتسبيح وتلاوة القران والقيام والأعمال الصالحة النافعة، وكل الأعمال التي تقربنا من الله وتزيد من حسناتنا في هذا الشهر المبارك.

المسلم الذي يرتكب بعض اللهو في نهار رمضان فهذا بينه وبين الله، فالصيام هو أمر خاص بين العبد وربه والله هو من يجازي به، فالمسلم العاصي في شهر رمضان ما دام استوفت فيه أركان الصيام فقد سقطت عنه الفريضة، أي أنه لا يحتاج إلى قضاء يوم بعد رمضان، لكن الثواب يتباين بقدر ما يتركب الشخص من معاصي.

حكم سماع الأغاني في نهار رمضان 

وحول حكم سماع الأغاني في نهار رمضان  يرشدنا الله عز وجل إلى مدى أهمية شهر رمضان ومدى أهمية تعظيمه وحرماته، والالتزام بأوامر الله في هذا الشهر، فقد قال الله عز وجل في القران الكريم: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ)، حرمات الله الواردة في الآية السابقة أوامر الله ونواهيه، ويتمثل تعظيم شعائره والالتزام لما يريده الله تعالى.
صيام شهر رمضان أحد أكبر حرمات الله سبحانه وتعالى، لأنه الصيام يعتبر خمس الدين، لأنه أحد أركان الإسلام الخمسة، فالصيام ميدان للتنافس بين المسلمين وفرصة كبيرة لاكتساب الأجر والاجتهاد في الطاعات، فهو شهر تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وهو شهر أنزل الله فيه القران وفيه أعظم ليلة من أعظم الليالي ألا وهي ليلة القدر العظيمة.
يوجد الكثير من الناس لا يقدر قيمة ومكانة شهر رمضان الكريم، فيتعاملوا في رمضان كما في غيره، فالصيام بالنسبة لهم هو ترك الطعام والشراب في النهار فقط، وينتهكوا حرمات الله في هذا الشهر بالأقوال والأفعال المحرمة، فهناك صور كثير من صور انتهاك حرمة الشهر الكريم، مثل أن يقضي الشخص نهار رمضان نائمًا والغفلة والابتعاد عن فعل الطاعات، فقد ينام الفرد ولا يؤدي الصلوات في وقتها.
من أمثلة حرمة الشهر الكريم المشاجرة بين الناس وبعضهم البعض، والقاء الشتائم البذيئة، فشهر رمضان هو شهر المودة والرحمة والمحبة، فقد نهى النبي صلى عليه وسلم عن الإساءة فقال صلى الله عليه وسلم: (الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل إني صائم)، كما أن بعض الناس في شهر رمضان ينتهكون حرمته بالغش والكذب وغيره وهذا كله نهى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من لم يدع قول الزور والعلم به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه). 
سماع الأغاني في شهر رمضان من المحرمات، لان الصيام يجب أن يكون شامل لكل الجوارح فهو ليس صيام عن الطعام والشراب والجماع فقط، فتصوم الجوارح عن كل ما يغضب الله عز وجل، فالمسلم الصائم لا يقترف أي ذنب ولا يفعل أي خطيئة، فمن يسمع الأغاني في شهر رمضان يأثم على ذلك، أما من يسمعها عن غير قصد فلا إثم عليه، أما فيما يتعلق بصحة صيام الفرد في حالة سماع الأغاني في شهر رمضان فيرى الفقهاء أن ذلك لا يبطل الصيام، ولكن ينقص من أجر الصائم، فشهر رمضان هو فرصة للعودة  إلى الله والتوبة وترك المحرمات والإقبال على الله سبحانه وتعالى.
الصيام له عدة مفسدات ومبطلات ولها أدلة شرعية، وسماع الأغاني في شهر رمضان لا يعد إحداها، إلا في حالة أن حركت الأغنية شهوة الفرد فأنزل بسببها، فيفسد صيامه وعليه القضاء، الله عز وجل شرع الصيام من أجل التقوى، فقال الله عز وجل في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
وبناء عليه إذا كان سماع الأغاني في شهر رمضان لا يفسد الصيام فيكون ذلك على باقي أنواع الصيام، لذا سماع الأغاني في صيام القضاء لا يفسده، وكذلك صيام النافلة لا يبطل بسماع الأغاني، كما يختلف حكم سماع الأغاني بناء على الكلمات التي تحتويها الأغنية، ففي حالة احتوائها على كلام هابط فلا يجوز سماعها، سواء كان ذلك قبل الإفطار أو بعده فلا فرق في ذلك، ففي حالة كانت كلمات الأغنية مباح فلا حرج في سماعها، سواء كان ذلك قبل الإفطار أو بعده فلا فرق في ذلك ومن الأفضل على المسلم الصائم أن يحافظ على أجر الصيام، وألا يعرض صيامه لأي شيء ينقص من أجره.