في ذكرى رحيله..من هو البابا يؤانس التاسع البطريرك الـ81؟
تحي الكنيسة القبطية، الأرثوذكسية، اليوم الثاني من شهر برمهات القبطي والعاشر من شهر أبريل الميلادي، ذكرى رحيل البابا يؤانس التاسع البطريرك الحادي والثمانون من بطاركة الكرازة المرقسية.
حسب السنكسار القبطي، ولد هذا القديس في مدينة نقيوس (نيقيوس: حاليًا قرية زاوية رزین مرکز منوف محافظة المنوفية). وعندما كبر مضى إلى إحدى أديرة نقادة بالصعيد، وترهب باسم الراهب يوأنس النقادي. وعاش في نسك وصلوات وأصوام مع القراءة والتأمل. ولما ذاع صيت فضائله اختاره الآباء الأساقفة والأراخنة ليكون بطريركًا بعد وفاة سلفه البابا يوأنس الثامن، ورسم باسم البابا يوأنس التاسع يوم أول بابه 1037
يقول السنكسار القبطي، وفي أيام هذا البطريرك استثار أحد العامة الغوغاء ضد الأقباط فدمروا الكنائس وكان السلطان محمد بن قلاوون يرغب في معاقبة مسببي الفتنة، ولكن الأمراء المماليك هدأوا ثورته بادعائهم أن هذا التخريب بأمر الله، وقد طمع المماليك والأمراء في أموال وأوقاف الأقباط، وبعد مرور شهر اشتعلت حرائق كثيرة، فاتهموا الأقباط منهم لما تهدم من الكنائس، فاستدعى السلطان البابا، وقدم له ثلاثة المسيحيين اعترفوا بأنهم أشعلوا النار. فبكى البابا وقال " إن المسيحية تأمرنا بالمحبة والتسامح ". ولكن الله أراد تبرئة الأقباط من هذه التهمة، إذ قد ثبت أن المتسببين في الحريق كانوا من غير الأقباط.
يضيف السنكسار، قد طغى الحزن على البابا، إذ لم يستطع أن يذهب لدير القديس مكاريوس لتكريس الميرون، ولا أن يقوم برحلة رعوية لتفقد شعبه الجريح، كما أنه لم يكن أي أسقف أو كاهن يستطيع أن يخرج من مقره إلا بعد غروب الشمس، وهكذا انصرفوا للصلاة حتى هدأت جرس، العاصفة. ولم ينعم البابا بالسلام لأنه لم يعش طويلًا. وتوفي البابا يؤانس بعد أن أقام على الكرسي البطريركي ست سنوات وخمسة أشهر واثنين وعشرين يومًا.