الاختيار رد للجميل
رد للجميل لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، استرجع ذكر الرئيس عبد الفتاح السيسي عبارة ليس كل ما يعرف يقال، في بعض التصريحات خلال السنوات القليلة الماضية، واعتقد أنها جملة مرت مرور الكرام علي بعض المصريين، وتبين لنا بمشاهدة مسلسل الاختيار الذي يعد توثيقا لأهم فترة ظلامية في التاريخ الحديث لتلك الأمة.
عقب تسليم السلطة في عام 2012 لتصبح الأمة أسيرة لتلك الجماعة المارقة، ووصل الأمر أن تلك العبارة ليست مجرد عبارة عابرة بل تحمل معاني كثيرة وتحمل مسؤولية بكل شرف وأمانة بعد وضوح غايات ونوايا تلك الجماعة الظلامية من السيطرة على مفاصل الدولة، وهدم أجهزتها الأمنية، ولكن تعامل فخامة الرئيس بحكمة ونبل في تلك الفترة الظلامية جنب مواجهة وصدام حتمي بين الجماعة المارقة والشعب المصري كانت ستؤدي بأرواح آلاف من المصريين على أقل تقدير ما يجعلنا نستوعب معني عبارة “ليس كل ما يعرف يقال” بعد حوالي 9 سنوات.
مصطلح الدولة العميقة المصرية خلال السنوات الماضية الذي ظهر جليا كمجموع التقاليد المؤسسية والأجهزة الأمنية في الدولة، وضمان عدم إخضاع مؤسسات الدولة لأى نظام حكم سواء سيطرت عليه مجموعات مصالح فاسدة أو جماعة أيديولوجية أو سياسية معينة، ما يجعلنا نشعر بالفخر لاعتزازنا بأصولنا المعتدلة الوطنية.
ما لم تدركه تلك الجماعة الظلامية هو استحالة السيطرة على مؤسسات الدولة أو تغيير عقيدة الأجهزة الأمنية القائمة على حماية الأمن القومي فقط دون الانتماءات السياسية، ما جعل الإخوان بارعين فقط في نشر الأكاذيب والشائعات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والبرامج التليفزيونية الممولة لزعزعة الثقة دائما بين المواطن ومؤسسات الدولة وشق وحدة المصريين لتحقيق هدف واحد وهو مصلحة الجماعة.
ولا يمكن أن نغفل الدور النبيل للمشير طنطاوي رحمه عليه، والذي تحمل عبء عام ونصف مريرة من المؤامرات وحملات التشويه والتشكيك الممنهج ضد القوات المسلحة، وتهديد مرسي بإضرام النار في مصر حال عدم الفوز بالرئاسة، ومدي شجاعة المشير وصدقه في الحديث مع محمد مرسي وشتان الفرق بين مقاتل شريف همه مصلحة الوطن والشعب، وبين شخص همه مصلحة جماعته وشخصه.
وكما ظهر في التسجيل بمسلسل الاختيار ما يعد دليلا قاطعا على وحشية تلك الجماعة التي تضع مصلحتها فوق مصر، وفوق أي شخص حتي لو كان الثمن أرواح المصريين، ولا نملك إلا أن نحمد الله كثيرا، وننحني تقديرا لروح كل شهيد سقط من القوات المسلحة والشرطة دفاعا عن تلك الأمة التي دفعت ثمن استئصال تلك العصابة غاليا، رحم الله شهدائنا وأعاننا الله جميعا على إعادة بناء مصر جديدة بقلب رجلا واحد رغم كل التحديات.