الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المفتي: الجيش المصري شهد له النبي بالخيرية بسبب الإرادة والصدق

 الدكتور شوقي علام
دين وفتوى
الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
الإثنين 11/أبريل/2022 - 05:28 م

هنأ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيسَ الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورجالَ القوات المسلحة البواسل، والشعبَ المصريَّ بذكرى انتصارات العاشر من رمضان، داعيًا المولى عزَّ وجلَّ أن يديم على مصرنا الغالية وأهلها الأمن والسلام والاستقرار. 

جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "مكارم الأخلاق في بيت النبوة" مع الإعلامي حمدي رزق، اليوم، مضيفًا أن هذا الانتصار ليس ببعيد عن مشكاة النبوة فهو امتداد للغرس الذي غرسه الرسول في نفوسنا ووجداننا من إيمان وصبر وإتقان العمل واستعداد وأخذ بالأسباب، وهذه العوامل مشتركة بلا شكٍّ في انتصارات المسلمين على مرِّ التاريخ كانتصار بدر وانتصار العاشر من رمضان وغيرها من الانتصارات العظيمة. 

وأكد المفتي أن المسلم إذا أحسن الظن بالله، وبذل الجهد في تحصيل الأسباب، وأتْبع ذلك بحسن التوكل على الله والاستعانة به مع الصبر على البلاء؛ هيَّأ الله عزَّ وجلَّ له من الأسباب التي لا تخطر له على بال ما يكون مُعينًا له على تحقيق النصر والفوز، على الرغم من ضعفه وقلة مؤنته في الحياة.

وأردف: ولقد أمر الله تعالى بأخذ الأسباب مع التوكل عليه، وهو ما يسمَّى التلازم بين التوكل والأخذ بالأسباب «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ»، فلا يتحقق التوكل دون الأخذ بالأسباب في كل الأحوال حتى مع الاستطاعة البسيطة؛ كما أمر الله تعالى مريم رضي الله عنها: ﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا﴾ [مريم: 25]، وهي امرأة في المخاض لا تقوى على أن تحرِّك شيئًا يسيرًا، لا أن تحرِّك جذع نخلة مثمرة؛ إلا أن الأمر جاءها بأخذ السبب بهزِّ جذع النخلة ليتصل بالمسبب فتحصل النتيجة بسقوط التمرات عليها، فالأسباب وحدها لا تعمل ولا تؤدي مرادها إلَّا بإذن الله تعالى وصدق التوكُّل عليه. 

الجيش المصري شهد له النبي بالخيرية 

ولفت النظر إلى أن الجيش المصري قد شهد له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلم له بالخيرية؛ فالأحاديث التي تشهد بأنَّ هذا الجيش في خير وعافية إلى قيام الساعة هي شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتشمل كلَّ مَن انتسب إلى هذا الجيش، فخيرية الجيش المصري لم تأتِ من فراغ، وإنما نتيجة إرادة صادقة لرجال أوفياء. 

المقولات المُشكِّكة في خيرية الجيش المصري لم تتردد إلا بعد أحداث ثورة يونيو 2013 

وعن المشككين في خيرية الجيش المصري والأحاديث التي وردت في ذلك، قال فضيلة المفتي: إن هؤلاء يرددون كلامًا باطلًا من الناحية العلمية والواقعية، وقد رددنا عليه في بحوث وفتاوى وكتب صدرت عن الدار، وأنا أدعو المشاهدين أن ينفضوا عن أنفسهم كل هذه الأكاذيب التي ليس لها أساس من الصحة، مؤكدًا أن هذه المقولات المشككة في خيرية الجيش المصري العظيم لم تتردد إلا بعد أحداث ثورة يونيو 2013، فالجيش المصري العظيم انحاز لإرادة شعبه في جميع التغيرات السياسية، وهذا الانحياز لم يعجب البعض فأخذ يشكك في وطنية الجيش المصري الذي يقف بجانب الشعب على مدار التاريخ. 

وأثنى فضيلته على تمسك بعض الجنود بالصيام في ميادين الحرب والتدريبات؛ رغبة منهم بالفوز بهذا الثواب العظيم، وكذلك إصرارهم على الصيام رغم سفرهم لساعات طويلة عند الذهاب أو العودة إلى أماكن خدمتهم العسكرية، وشعور بعضهم بالمشقة الخارجة عن المعتاد بسبب السفر أو الإرهاق، برغم الرخصة التي تسمح لهم بالفطر مع القضاء عند وجود المشقة الخارجة عن المعتاد. 

وردًّا على سؤال يستفسر عن حكم "كيفية الصيام في بلاد الخارج حال زيادة فترة النهار حتى عشرين ساعة؟" قال المفتي: إنَّ البلاد التي اختلَّ فيها الاعتدالُ حتى أصبح متعذرًا على المسلم الصيام فيها: فإنها ترجع إلى التقدير وتترك العلامات التي جعلها الله سببًا للأحكام الشرعية في الصلاة والصيام؛ مِن فَجرٍ وشروقٍ وزوالٍ وغروبٍ وذهابِ شفقٍ ونحوها، ذلك أنه قد جرت سنة الله في التكاليف أن ترد على غالب الأحوال، دون أن تتعرَّض لبيان حكم ما يخرج على هذا الغالب، ومِن هنا نصَّ الأصوليون والفقهاء على أن مقصود الشارع مِن عمومات النصوص أصالةً هي الأحوال المعتادة المألوفة الغالبة بين الناس في معاشهم.  

الحد الأعلى لاعتدال النهار هو ثماني عشرة ساعة وحده الأدنى يكون ست ساعات  

وأضاف: وقياس هذا الاختلال مأخوذ من الواقع: وهو ثماني عشرة ساعة فما يزيد، وهو نصف اليوم ونصف نصفه؛ حيث يصعب على الإنسان صيام ثماني عشرة ساعة متواصلة ويزيد، وذلك بقول المختصين الذين يقرِّرون أنَّ الامتناع عن الطعام والشراب طوال هذه المدة يضرُّ بالجسد البشري قطعًا؛ وذلك على المعهود من أحوال البشر وتَحَمُّلِ أبدانهم، وما كان كذلك فلا يصح أن يكون مقصودًا بالتكليف شرعًا. 

وأردف: والمقترح لأهل تلك البلاد أن يسير تقدير الصوم والصلاة عندهم على مواقيت مكة المكرمة؛ حيث إن الله قد عدَّها أمَّ القرى، والأم هي الأصل، وهي مقصودةٌ دائمًا؛ ليس في القبلة فقط، بل في تقدير المواقيت إذا اختلَّت. 

تابع مواقعنا