الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مفتي الجمهورية: الحكم على الناس بالجنة والنار من التآلِّي على الله

الدكتور شوقي علام
دين وفتوى
الدكتور شوقي علام
الثلاثاء 12/أبريل/2022 - 06:57 م

قال  الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن هناك دروسًا عديدة مستفادة من علاقة النبي الكريم بأمهات المؤمنين، ولعلَّ من أبرزها، أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لجأ لزوجته السيدة خديجة، عقب الحدث الجلل الذي تعرض له في غار حراء عند بدء نزول الوحي، وهذا التصرف يعلمنا أهمية وضرورة تكاتف الزوجين معًا وقت الأزمات والأحداث الجسام، وأن يكون كل منهما داعمًا للآخر لمواجهة الظروف المختلفة في الحياة، ليتحقق السكن والمودة المنشودة. 

 

مفتي الجمهورية: السيدة خديجة شخصية عظيمة 

جاء ذلك خلال اللقاء الرمضاني اليومي في برنامج مكارم الأخلاق في بيت النبوة، مع الإعلامي حمدي رزق؛ الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم، مضيفًا أن التعاون الصادق والمثمر بين الزوجين؛ يُعَدُّ من أقوى دعائم الحياة الاجتماعية السليمة بين الزوجين، فالزوج الناجح والزوجة الناجحة هما من يتفقان على إدارة ناجحة للبيت، وهذا الأمر مقصد أصيل من مقاصد عقد الزواج. 

وأثنى مفتي الجمهورية في حواره بشدة على السيدة خديجة، مؤكدًا أنها امرأة عظيمة، حتى أن السيدة عائشة كانت تغار منها، من كثرة ذِكر النبي لها بعد موتها، ومن كثرة الثناء عليها، فتقول: مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَةَ، وعندما قيل له: لقد أبدلك الله خيرًا منها، قال صلى الله عليه وسلم: مَا أَبدَلَنِي اللهُ خَيرًا مِنهَا، قَد آمَنَت بِي إِذ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتنِي إِذ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتنِي بِمَالِهَا إِذ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي اللهُ وَلَدَهَا إِذ حَرَمَنِي أَولَاد النِّسَاءِ. 

ولفت المفتي النظرَ إلى أن هذه الغيرة هي من الغيرة المحمودة؛ التي في أصلها من المطلوبات الشرعيَّة والفضائل الأخلاقية، حيث تبعث على إظهار كِلَا الزوجين المودةَ والحب والاهتمام للطرف الآخر، استجابةً لما تدعو إليه طبيعة النفوس من حب اختصاصها بمحبوبها بصفة خالصة، حتى لا يشاركها في ذلك غيرها. 

وأردفا: النبيَّ صلى الله عليه وسلم قد ضرب النموذج الأرقى، والمثل الأعلى في التعامل مع غيرة الأزواج، في إطارها المحمود الداعم لاستقرار الأسرة، والمغذي للحبِّ وسريان المودَّة بين الزوجين. 

وشدَّد فضيلة المفتي على ضرورة البحث والتقصِّي فيما يفيد والابتعاد عما يثير الشبهات، كالبحث عن ديانة السيدة خديجة قبل البعثة أو التشكيك في إيمان والدي النبي الكريم، مؤكدًا أن الحقَّ الذي يجب اعتقادُه ولا يجوز غيرُه: أنَّ والدَي النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤمنان، وهما خلاصة أهل الاصطفاء والإيمان؛ لأن الله اختارهما لنور النبوة؛ فهما خير مستقَرٍّ ومستودَعٍ. 

وأكد فضيلته، أنه ينبغي عدم الجزم وعدم الحكم على الناس بأنَّ هذا في النار وهذا في الجنة؛ لأنه من التألِّي على الله حتى إنَّ مَن لم تَصِلْه دعوة الإسلام الخاتمة لن يظلمه الله عزَّ وجلَّ؛ فالله ليس بمعذِّبٍ أحدًا حتى يسبِقَ إليه منه خبرٌ، أو تأتِيَه منه بينةٌ، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾.

تابع مواقعنا