“خريف الجماعة”.. الإخوان ينقلبون على تركيا.. ونظام أردوغان يتهمهم ببيع أعضائهم
من يمين السلطة في مصر إلى يسارها والعدو الأساسي لممتلكيها عبر الزمن، من أكثر حلفاء نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اتهامات متبادلة بين الطرفين، استخدم فيها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، كافة المصطلحات والشتائم التي تروج في مصر ضد أردوغان بداية من التلوين اللفظي للاسم “قردوغان” حتى المطالبة بالخروج للتظاهر عليه بسبب خلاف المصالح بين الطرفين، وبين هذا وذاك يزداد الخناق فيما يبدو الخريف الأخير للجماعة التسعينية.
جماعة الإخوان التي قام أعضاءها بالهجرة الكبرى للأراضي التركية في أعقاب ضياع حكمهم في عام 2013 وعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في ثورة 30 يونيو، تتظاهر الفترة الأخيرة وخاصة جناح الشباب ضد سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد تسليم الشاب المصري “محمد عبدالحفيظ” والذي قامت السلطات التركية بتسليمه لمصر بعد حوالي 18 يوما قضاها في مطار أتاتورك، تبين بعدها عدم إتمامه التدابير اللازمة للسفر من مقديشيو عاصمة الصومال إلى تركيا.
مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ياسين أقطاي، في محاولة لرد الهجوم من جماعة الإخوان المسلمين، اعبتر أن عدم التبليغ السياسي من جماعة الإخوان المسلمين، بوجود عبد الحفيظ في المطار تسبب في عدم علم النظام بوجوده من الأساس، وقيام الجانب الأمني باتباع التدابير الأمنية الطبيعية في ترحيل القادمين على المطار دون استكمال الإجراءات العادية.
مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي: الشاب المصري الذي تم ترحيله لبلاده جاء من مقديشو بتأشيرة غير مناسبة، ولم يطلب اللجوء السياسي @tamerabuarab pic.twitter.com/VYpgvoocNE
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 4, 2019
وأضاف أقطاي خلال لقاء على قناة “العربي” لم نتواصل مع حركة الإخوان المسلمين بشأن ترحيل محمد عبد الحفيظ إلى مصر، وما حدث معه لا يليق بسياسة تركيا، مشيرا إلى أن وزير الداخلية التركي حزين لما حدث مع الشاب المصري وغير راض به، ولا نميّز بين الإخوان وغيرهم
مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي: سنفتح تحقيق في عملية ترحيل الشاب المصري -المحكوم عليه بالإعدام- إلى بلاده قسريًا @tamerabuarab pic.twitter.com/XK7zEnXN8e
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 4, 2019
وأكمل أن السلطات التركية ستقوم بفتح تحقيق فوري في عملية ترحيل الشاب المصري -المحكوم عليه بالإعدام- إلى بلاده، حيث أن الشاب المصري الذي تم ترحيله جاء من مقديشو بتأشيرة غير مناسبة، ولم يطلب اللجوء السياسي.
مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي: وزير الداخلية التركي حزين لما حدث مع الشاب المصري وغير راض به، ولا نميّز بين الإخوان وغيرهم @tamerabuarab pic.twitter.com/dmH7WDS5EP
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 5, 2019
الهجوم من الجانب الآخر كان كبيرا جدا، بدأ من منصات الإخوان الإعلامية والتي اعتبرت أردوغان يستخدمهم في اللعبة السياسية الدولية، خاصة لتحسين علاقاته مع النظام السياسي في مصر بعد الجفاء الكبير بين الطرفين بسبب استضافة تركيا للجماعة على أراضيها والسماح لهم بمهاجمة النظام المصري.
سامي كمال الدين المذيع بقنوات الاخوان، وجه عدة رسائل إلى نظام الرئيس أردوغان، قائلا: الرئيس رجب طيب أردوغان من في نظامك أمر بترحيل محمد عبد الحفيظ وتسليمه إلى نظام السيسي وهو محكوم عليه بالإعدام..من وضع في يديه القيود بهذا الشكل..هذه قضية مثل قضية #خاشقجي وتحدث في #تركيا”.
6- إدارة الهجرة في مطار أتاتورك اطلعت على صور كل الأوراق الرسمية المحكوم عليه فيها في #مصر والقضايا الملففة له، الأوراق كانت مترجمة إلى اللغة التركية وليس العربية فقط، واطلعوا على ما نشرته الجريدة الرسمية في مصر عنه لكنهم رحلوه ليقتل في مصر!!!!!!!!@rterdogan_ar @rterdogan_ar
— سامي كمال الدين (@samykamaleldeen) February 4, 2019
وأضاف، أخبرنا هل هم رجال فتح الله جلن..هل من المصريين..هل هي صفقة؟!، إدارة الهجرة في مطار أتاتورك اطلعت على صور كل الأوراق الرسمية المحكوم عليه فيها في #مصر والقضايا الملففة له، الأوراق كانت مترجمة إلى اللغة التركية وليس العربية فقط، واطلعوا على ما نشرته الجريدة الرسمية في مصر عنه لكنهم رحلوه ليقتل في مصر!!!!!!!!”.
11- الرئيس رجب طيب أردوغان من في نظامك أمر بترحيل محمد عبد الحفيظ وتسليمه إلى نظام السيسي وهو محكوم عليه بالإعدام..من وضع في يديه القيود بهذا الشكل..هذه قضية مثل قضية #خاشقجي وتحدث في #تركيا أخبرنا هل هم رجال فتح الله جلن..هل من المصريين..هل هي صفقة؟!@RT_Erdogan @rterdogan_ar pic.twitter.com/eJxZX1zU3D
— سامي كمال الدين (@samykamaleldeen) February 4, 2019
من جهته، قال الإعلامى عبد الرحمن يوسف،”فيما يتعلق بقضية الشاب اللي رحلته السلطات التركية إلي مصر، فالسؤال الوجودي الرئيسي لماذا رحلت السلطات التركية هذا الشاب تحديدا إلي مصر، وليس لدولة أخرى أو إلي جهة المغادرة اللي هي الصومال في الحالة دي، ودي أول حالة تترحل لمصر ويكون مطلوب”.
وتابع يوسف عبر حسابه الرسمى على الفيس بوك:”الإجابة على السؤال ده مش سهلة لأن المعلومات الموجودة بتقول أن في تقاعس حصل من قيادات الإخوان في حماية الشخص ده والتقاعس ده حصل متزامنا مع شعور السلطات التركية بأنه بيتم اشتغالاتها بشكل ما”.
واستكمل الإعلامى:”طب ليه التقاعس ده حصل؟ في حقيقة الأمر الموضوع لا يبتعد عن الفكرة المركزية اللي قولتها قبل كده وهي أن قيادات الإخوان لبست الشباب في طريق ملوش راجع وبعد كده رجعوا قالوا لهم والله مكناش نعرف أو إيه ده مكناش نقصد كده، وبتطبيق المنطق ده على الحالة دي، فالشاب متهم في واحدة من أخطر القضايا إن لم تكن أخطرها ومتهم بأنه منفذ رئيسي لها، هنا بنقدر نستنتج أنه سواء فعلا عمل كده أو لأ، فهو أصبح عبء كبير على أي حد لأن اتهامه مش فضفاض ولا اتهام بتخطيط، لأ ده متهم بشيء تنفيذي كبير وخطير”.
وأردف الإعلامى:”ده تلاقى مع شعور السلطات التركية بأن بيتم اشتغالها، سواء من منظور عام بأنهم معبر لجهاديين لسوريا، من غير رغبتها أو بمعنى أدق هى اللي تحدد مين يعدي ومين لأ وخوف أن حد جهادي يقعد على أرضها وتتهم بسببه أنها بتأويه مش أنه مجرد سياسي أو عضو عا ذو اتهامات فضفاضة، الجانب الآخر هو أن غالبية الناس اللي بتروح تركيا خاصة من الإسلاميين بيروحوا عن طريق فيز مش صحيحة أو إجراءات ملعوب فيها وفي المطار بيبدأ يحصل موضوع التدخلات ومن ثم السماح للدخول عبر لجوء أو بالتفاهم، وده خلى السلطات التركية برضه تحس أن الموضوع عدى موضوع التنسيق الواجب بأنها تبقى سبيل من غير تنسيق”.
وتابع:”هنا بيجي سؤال مهم، في ظل المعلومات الموثقة أن القيادات عرفت بوجوده أو بعض منهم، هل القيادات قررت تشيل عنها عبء شخص مزعج زي ده، خصوصا أنه مش زي يحيى موسى أحد المتهمين الرئيسيين في القضية نفسها، لأن يحيى دخل تركيا قبل عملية النائب العام والدنيا وقتها كانت أهدى بكثير، وكمان هو متهم بتهمة تمويل أو تخطيط مش شخص تنفيذي قادر على صنع دوائر كهربائية وتفجير عن بعد وما إلي ذلك ومكنش جي من الصومال”.
وأشار:”وبالتالي، ممكن تكون الصورة أن الشخص ده حد شجعه أن يجي تركيا بالطريقة البلدي القديمة، وهو طبعا كان جي على طيارة مصر للطيران ونزل ترانزيت وبعد كده الناس طنشته بل وقالوا أنه تبع جماعة الجهاد، وده كان مصحوبا بالتهمة الموجهة إليه في ظل سلطات تركية اتخنقت من الطريقة اللي بيتم التعامل بيها، فقررت ترفع إيدها عنه رغم معرفتها بالحكم عليه، لأنه في الآخر خطر عليها وحاول يشتغلها وملوش حد يتصدر له لأن كثير عمليا خافوا يتصدروا له بسبب التهم الموجهة له بغض النظر عن صحتها من عدمه”.
محمد عبدالحفيظ، هو شاب مصري انفضل عن جماعة الإخوان المسلمين في عام 2015، لرؤيته أن منهج الجماعة في التعامل مع النظام السياسي في مصر لا يناسب فكرة، حيث كان يكفر النظام السياسي بشكل عام، ما جعله ينضم لتنظيم الجهاد، ومنه تحرك إلى خارج مصر، قبل أن ينتقل إلى العاصمة الصومالية مقديشيو ويحاول دخول تركيا يوم 16 من شهر يناير الماضي.
المفاجأت في العلاقة بين تركيا برئاسة أردوغان، وجماعة الإخوان المسلمين، لا زالت مستمرة، خاصة مع إلقاء قوات الأمن التركي على بعض من قادة الجماعة والمنتسبين إليها ومنهم هشام عبدالله المذيع في قناة “الشرق” والذي كان قاب قوسين أو أدنى من ترحيله إلى مصر قبل التدخل الرئاسي من رجب طيب أردوغان ليتم الإفراج عنه، علاقة وإن كانت تبدو متماسكة، إلا أن تصدعاتها بدأت في الظهور فيما يبدو عليه الخريف الأخير.