الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سفير الصين بالقاهرة: شراكتنا الاستراتيجية مع مصر أولولية.. ودعوة السيسي للحوار بين روسيا وأوكرانيا عززت المحادثات │ حوار

السفير الصيني بالقاهرة
سياسة
السفير الصيني بالقاهرة
الأربعاء 13/أبريل/2022 - 03:23 م

*التعاون الاقتصادي بين مصر والصين وفّر فُرص عمل لأكثر من 40 ألف مصري

*مستعدون للعمل مع مصر بهدف بناء مجتمع صيني- مصري

*إذا زارت نانسي بيلوسي تايوان، سيكون ذلك استفزازا خبيثًا ضدنا

*تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين

*لا نسعى إلى تحقيق مصالح ذاتية جيوسياسية

*نعارض صب الزيت فوق النار وتكثيف الصراع

*الصين تصر على ضرورة منع العودة إلى عقلية الحرب الباردة.

*شعوب جميع البلدان لا يجب أن تدفع فواتير الصراعات الجيوسياسية

 

تحدث لياو ليتشيانج،  السفير الصيني في مصر، عن مدى أهمية العلاقات الصينينة-المصرية بالنسبة للصين، وأهم المشروعات التي تنفذها الصين ومصر في الوقت الحالي.

وتناول ليتشيانج، في حواره لـ القاهرة 24، العلاقات الصينينة - الأمريكية ومدى تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى رد الصين على الولايات المتحدة بشأن مسألة تايوان.

وإلى نص الحوار..

 

تمر العلاقات المصرية الصينية بمرحلة تطور عظيمة.. كيف تنظرون إلى العلاقات المصرية الصينية الحالية؟

اتفق معك كثيرًا، بأن العلاقة بين البلدين حاليا؛ تمر بمرحلة تطور سريع وملحوظ؛ وأهم سبب للتطور الشامل والعميق والمستقر للعلاقة بين البلدين، هو التخطيط الاستراتيجي والتوجيه الشخصي لقادة الصين ومصر، اللذان أعطا زخما وقوة دفع للعلاقات الصينية المصرية، مما أحدث طفرة في تطور العلاقات بين البلدين، وتعد الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر حاليًا في أفضل حالاتها، وأصبحت نموذجًا يُحتذى به للتضامن والتعاون، وتحقيق المنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية والنامية. 

وبصفتي سفيرًا للصين في مصر؛ يسعدني جدًا أن أرى استمرار التعاون الودي بين الصين ومصر، رغم تأثير الوباء واستمرار الجائحة، وبعد التعافي البطيء للاقتصاد العالمي وغيرها من التحديات؛ توطدت العلاقة بين البلدين حتى تجذرت في قلوب الشعبين.


إلى أي مدى تأثرت العلاقات المصرية الصينية بتفشي وباء كوفيد -19؟

لم تتأثر أو تتقلص التبادلات رفيعة المستوى بين الصين ومصر منذ تفشي الوباء، فقد حرص كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على التواصل المستمر، لتعزيز اتجاه التنمية طويلة الأمد للعلاقات الصينية المصرية. 

وفي عام 2021، تقدم الرئيس السيسي، بالتهنئة (عبر إرسال فيديو) إلى الرئيس شي وشعب الصين بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني.

 

ما هي أوجه التعاون بين الصين ومصر في مجال التنمية المستدامة؟
 

من خلال التكامل العميق بين مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030، حيث تواصل الصين ومصر؛ ابتكار أشكال التعاون وتوسيع مجالات التعاون فيما بينهما، مما يظهر قوة دفع جيدة للتعاون المستمر.

وستواصل الصين تعزيز التنمية الخضراء والمنخفضة الكربون، وتعزيز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، ويتوافق ذلك مع استراتيجية مصر الوطنية لتعزيز التحول الأخضر للطاقة والهيكل الصناعي وتحقيق التنمية المستدامة.

وفي نوفمبر 2021، وقعّت الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء المصرية ومعهد الموارد الزراعية، والتخطيط الإقليمي الصيني على مذكرة تفاهم للتعاون في الزراعة الذكية، إيذانًا بالتوسع في التعاون المصري الصيني في مجال الزراعة.

أما في ديسمبر 2021، فقد تم التوقيع على مشروع التعاون الأخضر بين الجانب المصري ومجموعة ويتشاي الصينية، والتي ستُساعد الحكومة المصرية في أعمال مشروع التحول من النفط إلى الغاز لـ 240 ألف حافلة صغيرة في مصر، مما يُساعد مصر في تنفيذ مبادرة التنمية الخضراء.

كما أنشأت جامعة نينغشيا وجامعة عين شمس مختبرًا ذكيًا للري موفرًا للمياه، حيث يوفر نظام الري الذكي هذا أكثر من 20 % من المياه مقارنة بالتقنيات العادية، وسيعزز ويدعم تنمية الزراعة الموفرة للمياه في مصر، وتحسين القدرة الإنتاجية الشاملة للزراعة.


الأزمة الروسية الأوكرانية مستمرة منذ ما يقرب من شهرين، هل ترى الصين طريقا لحل الأزمة؟

الجليد السميك لم يُشكل في يوم واحد، وإن الأسباب وراء ما وصلت إليه الأوضاع الأوكرانية اليوم مُعقدة ومُتشابكة، وموقف الصين الأساسي من القضية الأوكرانية، هو بذل المساعي الحميدة ودفع المفاوضات.

لقد طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ؛ الضرورات الأربعة، أي ضرورة احترام السيادة وسلامة الأراضي لكافة الدول، وضرورة الالتزام بجميع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ضرورة الاهتمام بالشواغل الأمنية المعقولة لكافة الدول، ضرورة دعم جميع الجهود التي تساهم في حل الأزمة سلميا، وهذا قد يوضح موقف الصين الرسمي بشأن القضية الأوكرانية، وهو يُمثل توجيهنا المُهم لمواجهة التحديات الحالية. 

الحفاظ على السلام ومُعارضة الحرب؛ من التقاليد التاريخية والثقافية للصين، وهي سياستنا الخارجية الثابتة، وفيما يتعلق بالقضية الأوكرانية، لا تسعى الصين إلى تحقيق مصالح ذاتية جيوسياسية، ولن تقوم بأعمال إشعال للموقف، وهناك هدف واحد نتطلع إليه بصدق، وهو السلام! 

كما تصر الصين على أن الحوار والتفاوض هما الحلان الوحيدان، وتعارض صب الزيت فوق النار، وتكثيف الصراع، وتدعو إلى وقف إطلاق النار وتدعم المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا.

 

مصر تتابع عن كثب تطورات الوضع بين روسيا وأوكرانيا، وتلعب دورًا فاعلًا في تعزيز السلام والمحادثات، ما رأيك في ذلك؟

تتطور الأزمة الأوكرانية إلى ما هو أبعد من نفسها، مع انتشار آثارها في جميع أنحاء العالم؛ فيما يتعلق بهذه القضية، فإن معظم الدول، بما في ذلك الصين ودول نامية أخرى، لديها مخاوف مشروعة ومواقف مماثلة.

يعتقد الجميع بشكل عام أن: أولًا، التعامل مع القضايا الساخنة الدولية والإقليمية ليست الحرب أو العقوبات هما الخيار الوحيد، فالحوار والتفاوض هما الحلان الأساسيان، وفي ظل الوضع الحالي؛ يجب أن نتمسك بهذا الاتجاه، وثانيًا، لا ينبغي تقويض زخم الانتعاش الاقتصادي العالمي. 

كما ستؤدي العقوبات الأحادية المتصاعدة إلى كسر السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد العالمية، مما يُؤثر على حياة الناس في مختلف البلدان، إن شعوب جميع البلدان ليست مسؤولة عن دفع فواتير الصراعات الجيوسياسية وألعاب القوى العظمىز

ولقد لاحظت أن الرئيس السيسي تحدث إلى قادة الدول المعنية، وأكد مرارًا، ضرورة حل النزاع بين روسيا وأوكرانيا من خلال الحوار والدبلوماسية؛ الأمر الذي لعب دورًا إيجابيًا في دفع السلام وتعزيز المحادثات.

 

هل يمكنك التعليق على الوضع الحالي للعلاقات الصينية الأمريكية؟  

منذ عام 2021، عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ؛ اجتماعين بالفيديو، ومكالمتين هاتفيتين مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، كما أجرى الجانبان حوارات وتبادلات على مختلف المستويات، وفي مكالمة عبر الفيديو كونفرانس بين الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس بايدن في مارس من هذا العام، وأكد الرئيس بايدن مجددا أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة مع الصين، ولا تسعى إلى تغيير النظام في الصين، وأن تنشيط تحالفاتها لا يستهدف الصين، ولا تدعم الولايات المتحدة استقلال تايوان، وليست لديها نية للسعي إلى صراع مع الصين، والجانب الأمريكي على استعداد لإجراء حوار صريح مع الجانب الصيني، والقيام بتعاون أوثق معه، والتمسك بسياسة الصين الواحدة، وإدارة الخلافات والسيطرة عليها بشكل فعاّل، بما يضمن التطور المستقر للعلاقات الأمريكية الصينية.


كيف تعاملت الصين مع الولايات المتحدة بشأن مسألة تايوان؟

أود أن أؤكد أنه لا يوجد في العالم سوى صين واحدة، وتايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، ومسألة تايوان هي من توابع الحرب الأهلية في الصين، وأن كيفية حل مسألة تايوان شأن داخلي للصين، ولا يحق لأي دولة أجنبية التدخل، وأريد التأكيد أن تصميم وإرادة الشعب الصيني على حماية سيادته ووحدة أراضيه لا يتزعزعان، ونحن على استعداد للسعي، من أجل إعادة التوحيد بشكل سلمي، لكننا نحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة ضد تدخل القوى الخارجية، والقلة القليلة جدًا من حركة استقلال تايوان، وأنشطتهم الانفصالية.

لقد اعترف الجانب الأمريكي بوضوح في البيانات الثلاثة المُشتركة بين الصين والولايات المتحدة، بأن هناك صينًا واحدة فقط، وإن مبدأ صين واحدة هو أساس إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة، وهو أيضًا الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأمريكية. 

وحول مسألة تايوان، فقد تعهدت الحكومة الأمريكية الحالية أيضًا بالالتزام بسياسة صين واحدة، وعدم دعم استقلال تايوان، لكن من الواضح أن أفعالها تتعارض مع بيانها. 

ففي الآونة الأخيرة، هناك تقارير إعلامية تفيد بأن رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي؛ تُخطط لزيارة تايوان، وإذا زارت بيلوسي تايوان عن قصد، سيكون ذلك استفزازًا خبيثًا ضد سيادة الصين، وتدخلًا صارخًا في الشؤون الداخلية لها، وسيرسل ذلك إشارة سياسية خطيرة للغاية إلى العالم الخارجي، فيما يتعلق بقضية أوكرانيا، وتحث الولايات المتحدة على احترام سيادة ووحدة وسلامة أراضي أي بلد، ولكن فيما يتعلق بمسألة تايوان، فإنها تدهس بشكل صريح على الخط الأحمر لمبدأ صين واحدة، وهو معيار مزدوج صارخ، وتعارض الصين ذلك بشدة، وقدمت احتجاجًا شديد اللهجة للولايات المتحدة.

تابع مواقعنا