هل يجوز الاستحمام من الحيض بعد الفجر في رمضان.. يمكن بشرط واحد فقط
تتساءل الكثير من الفتيات والسيدات هل يجوز الاستحمام من الحيض بعد الفجر في رمضان؟ وهي واحدة من فتاوى رمضان التي يكثر البحث عنها طوال أيام الشهر الكريم من منطلق الحرص على نيل ثواب الصيام، ولذلك سنوضح لكم رأي دار الإفتاء المصرية في جواز الاغتسال من الحيض بعد طلوع الفجر، مع توضيح المعايير التي يتم على أساسها صيام اليوم أو قضائه فيما بعد رمضان.
هل يجوز الاستحمام من الحيض بعد الفجر في رمضان
واحدة من الاستفهامات المبهمة لدى النساء هو سؤال هل يجوز الاستحمام من الحيض بعد الفجر في رمضان؟ فمن المعلوم أن صيام شهر رمضان يستلزم نية الصوم قبلها سواء النية أول يوم رمضان لصيام كل الشهر، أو تجديد النية يوم بيوم طوال الـ 30 يوما، ولذلك يستحب للنساء اللاتي تنقطع عن صيام شهر رمضان لعذر الحيض أن تجدد نيتها في الصيام قبل أو بعد الاغتسال شرط أن تكون نيتها قبل طلوع الفجر.
وفيما يتعلق بجواز الاستحمام من الحيض بعد الفجر في رمضان، فقد أوضح موقع إسلام ويب المعني بالشؤون الدينية أن المرأة يجوز لها الصيام حتى لو اغتسلت من الحيض بعد الفجر، ولكن بشرط واحد وهو أن تتأكد من تحقيق الطُهر لديها قبل الفجر ولو بدقيقة واحدة، فإذا ما تحقق ذلك الشرط وجب عليها الصيام متى ما اغتسلت بعد الفجر وإن كان الاغتسال قبل الفجر هو الأولى والأصح لإقامة صلاة الفجر حاضرة.
وإذا ما تحقق الطُهر من الحيض لدى المرأة بعد طلوع الفجر فلا يصح لها الصيام حتى وإن كانت اغتسلت وإن كانت نوت الصيام، لوجود مانع صحة الصوم وهو الحيض، وفي ذلك قال ابن قدامة رحمه الله: ومتى وجد الحيض في جزء من النهار فسد صوم ذلك اليوم، سواء وجد في أوله أو في آخره، وبالتالي يجب قضاء أيام الحيض التي أفطرتها المرأة بعد انقضاء شهر رمضان دون كفارة.
إذا طهرت بعد الفجر هل تصوم
على غرار سؤال هل يجوز الاستحمام من الحيض بعد الفجر في رمضان، تتساءل أخريات إذا طهرت بعد الفجر هل تصوم؟ وهو ما لا يصح تماما بل لا يجوز الصيام لأن الطهارة من الحيض لم تتحقق قبل فجر يوم جديد من رمضان، ولكن إذا تحققت الطهارة بوقوف دم الحيض مع تأخير الاغتسال يجوز الصيام.
وفي ذلك قال الشيخ العثيمين رحمه الله: إذا طهرت الحائض قبل طلوع الفجر ولو بدقيقة واحدة ولكن تيقنت الطُهر فإنه إذا كان في رمضان، فإنه يلزمها الصوم، ويكون صومها ذلك اليوم صحيحًا، ولا يلزمها قضاؤه، لأنها صامت وهي طاهر، وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر فلا حرج، كما أن الرجل لو كان جنبًا من جماع أو احتلام وتسحر ولم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر كان صومه صحيحًا.
وهناك بعض النساء من تعاني من اضطرابات الدورة الشهرية، فتارة تأتيها مدة 5 أيام، وتارة أخرى 7 أيام، ولذلك فلا تعلم كيف تتحقق من حدوث الطُهر قبل أذان الفجر في رمضان حتى تغتسل وتنوي الصيام، وفي ذلك ثبت عن ابن عباسٍ أنه قال: "ولا يحل للمرأة إذا رأت الطهر ساعة إلا أن تغتسل".
وعلامة الطهر هي الجفوف وهو نقاء المحل أو القصة البيضاء، وبناء على ذلك إذا رات المرأة علامة الطهر فعليها الاغتسال والصوم والصلاة، وإذا عاودها الدم رجعت حائضا من جديد، وإذا كان الذي عاودها صفرة أو كدرة فإن لها حكم الحيض في زمن المدة الشهرية المعروف لها.
أما إذا رأت المرأة كدة وصفرة بعد انقضاء مدة الحيض المعروفة لديها تدخل في حكم الاستحاضة، وعليها تغيير ملابسها وتجديد وضوئها لكل صلاة مع استمرار صيامها صحيحا، لحديث أم عطية رضي الله عنها: "كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاَ"، وهو ما يأخذ نفس حكم الاغتسال من الحيض بعد الفجر في صيام النوافل.
حكم تأخير غسل الحيض إلى ما بعد الظهر
بعد أن تعرفنا على إجابة السؤال الهام هل يجوز الاستحمام من الحيض بعد الفجر في رمضان، وقدمنا لكن علامة الطُهر للتحقق منها، لا بد من التنويه الآن بـ حكم تأخير غسل الحيض على ما بعد الظهر، وفي ذلك قالت دار الإفتاء المصرية أنه إذا انقطع دم الحيض قبل الفجر يجب على المرأة الصوم حتى ولو لم تغتسل قبل الفجر، فتعقد النية بالصوم وتغتسل بعد الفجر، وتأخير الغسل لا يبطل الصوم.
ولا يستحب تأخير غسل الحيض ما دام تحققت الطهارة، وكذلك تأخير الاغتسال من الجنابة حتى لا يفوت المسلم أوقات الصلاة الحاضرة، فتأخير غسل الحيض إلى ما بعد الظهر سيحرم المرأة من صلاة الفجر وثوابها العظيم حتى وإن صح صيامها، مع العلم أن الغسل من الحيض والجنابة واجب على التراخي، وليس على الفور، أي أنه يجب عند القيام إلى ما يلزم له الغسل كالصلاة وقراءة القرآن.