الخميس 19 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عمرو خالد: التسليم لله يرفع الضغط النفسي عن العقل والنفس ويحرره من الظلم 

الدكتور عمرو خالد 
دين وفتوى
الدكتور عمرو خالد 
الأربعاء 13/أبريل/2022 - 06:03 م

كشف الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، عن خطوات علمية وروحية للتصرف على أساس صحيح في المعاملة بين الناس والأزمات الصعبة من خلال إحسان التفكير، لتكون طريقة التفكير بأحسن طريقة خلق الله بها العقل، وهو مزيج بين العقل والقلب، كما يقول علم النفس الإيجابي والروحانيات.

وقال خالد في الحلقة الثانية عشر من برنامجه الرمضاني حياة الإحسان، المذاع عبر قناته على موقع يوتيوب، إن هناك 4 خطوات تُخرج الإنسان من أية أزمة أو ألم أو صراع، بقرار صحيح: 
-الأولى: إحسان التفكير يحتاج إلى بيئة هادئة داخل نفسك تتطلب التسليم لله، ونسيان ممن ظلمك وآذاك، ليصفو قلبك وعقلك من الضغوط والأزمات الصعبة، وأن تسلم لله علمًا: وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ، وأنه لا فاعل في الكون إلا الله، ولن يحدث شيء فيه دون إرادته، وأن تسلم لربك حتى تطمئن لقدره. 
وأضاف أن التسليم ليس استسلامًا، بل عمل إيجابي فعال، يرفع الضغط النفسي عن العقل والنفس، ويحرر العقل من عقدة الظلم والاضطهاد والضغوط. 

ما خطوات فن اتخاذ القرار بعد التسليم؟ 

أشار عمرو خالد إلى ما ذكره عالم النفس جيمس كيير من إحسان التفكير كأحسن طريقة تفكير تجعلك تواجه الناس الصعبة بقرارات صحيحة، من خلال تغير برمجة مخك لاتخاذ القرار الصحيح في كل شيء في الحياة وليس فقط الناس الصعبة.
وبين أن المخ مكون من جزئين، هما:  
1. العقل العاطفي 
مسئول عن أشياء كثيرة كلها عاطفية، يخزن الذكريات الجيدة والسيئة، ولأنه يحمل الذكريات فهو يحميك من أن تفقد علاقاتك، فهو مركز حماية علاقاتك، جرس إنذار في كل علاقاتك مع الناس ومع الله، لكنه عشوائي في الانفعالات النفسية والعاطفية، ردود فعله كبيرة وضخمة، وتكون النتيجة ردود فعل غير منضبطة، فهو وإن كان ضروريًا جدًا، لكن لوحده خطأ، فلا بد من خلطة معه تضبطه

2. العقل المنطقي

بارد المشاعر، يتعامل مع الحكمة وليس المشاعر، يبني المواقف على أساس الصواب، والحق، منطلقاته في حب الناس مبنية على حسابات، على خلاف العقل العاطفي الذي يفعل ذلك دون كل تلك الحسابات، ولو فقدت العفل العاطفي يتحول هذا العقل إلى "روبرت".. جاف لا يطاق، لكن في المقابل له مميزات رائعة: الإبداع.. التفكير الفلسفي.. تخيل المستقبل.. الأحلام.. التخطيط.. النظرة المستقبلية.. توليد حلول غير تقليدية خارج الصندوق.

الدكتور عمرو خالد مع مستمعيه

لكن كيف تتصرف في موقف صعب؟
 

أوضح الداعية عمرو خالد، أن العقل العاطفي على الرغم من مميزاته، لكنه لوحده متسرع يضخم الأمور، والعقل المنطقي على الرغم مميزاته لكنه بلا أحاسيس، ليس لديه ذكريات، يحسبها بالورقة والقلم، يفكر بالعقل لا القلب، ومن هنا يحدث صراع بين العقل العاطفي والمنطقي، دون أن تصل لشيء، والحل أن تجمع بينهما معًا، وتحكم القلب بينهما.

الدكتور عمرو خالد 

وأشار خالد إلى أن الخطوة الثانية في اتخاذ القرار تتمثل في عدم التسرع، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ عند الغضب، أو يغير المكان.

وشدد على أن دور القلب لا ينحصر في الحب والعواطف، فدوره هو الفهم مع الإحساس للوصول للإدراك التام، خلطة العقل مع الوجدان لاتخاذ القرار الصحيح. 

ولفت إلى كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذي جاء يطلب الإذن منه في الزنا، إذ وضع يده على قلبه، وهي اشاره لها معنى، ثم خاطب وجدانه.. وخاطب فيه مخزون ذكريات العقل العاطفي: أترضاه لأمك؟.. لأختك.. لعمتك؟، ثم خاطب عقله المنطقي: وكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم وأخواتهم وعماتهم ما لا ترضاه أنت لأمك وأختك وعمتك. 

الدكتور عمرو خالد 

القرآن يجمع العقل إلى القلب دائمًا

ولاحظ عمرو خالد أنه في الفتاوى الدينية صرنا نتعامل مع الحلال والحرام بشكل عقلي مجرد من العاطفة.. قال وابصة بن معبد: أتيت رسول الله ﷺ فقال: جئتَ تسأل عن البر؟ قلت: نعم فجمع أصابعه الثلاثة ونقر بها قلبي وقال لي: استفتِ قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك، مؤكدًا أن القرآن يجمع العقل إلى القلب دائمًا، وفائدته أن القلب جامع كل الإدراكات الإنسانية، والغرب نفسه الذي كان يحتكم إلى العقل فقط، بدأ يثور على هذا الفصل بين العقل والقلب. 

وأورد ما قاله عالم النفس جيمس كيير من أنه لا بد أن يكون القلب صافيًا نقيًا حتى يحكم بشكل صحيح بين العقل العاطفي والمنطقي، وحتى يكون ذلك لا بد من شيئيين.

وقال الداعية الإسلامي، إن الذكر نقاء وإيقاف للتشويش، هو الذي يدفع الإنسان للإحسان كأنك تراه، وهذا منتهى نضج القلب، ليكون قادرًا على الحكم الصحيح. فالقلب مضخة تعطيه ذكرًا فيضخ فهمًا، ويبقى القلب حيًا مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ والذي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ، الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّه أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.


 استشارة أهل الخبرة

واختتم عمرو خالد رابع خطوات اتخاذ القرار الصحيح بـ الاستشارة، وهو أن يسمع من غيره (خبير) الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا، فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ، وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ، لذلك أنت محتاج إلى الذكر والاستشارة لتأخذ القرار الصحيح في الصراع بين العقل العاطفي والمنطقي.

وخلص إلى أنه كلما كان القرار يجمع فهمك ووجدانك كان قرارًا صحيحًا، لذلك أحيانًا النساء تأخذ قرار أكثر صحة، لأن الوجدان عند المرأة أكثر حيوية. المشكلة لو لم يكن قلبك حيًا، فتعطله عن اتخاذ القرار الصحيح، كلما نقيت قلبك يعمل الوجدان أفضل.

تابع مواقعنا