مخاض القصيدة الأولى 1.. الكلمة تفتتح المسيرة الشعرية لـ أحمد فضل شبلول
القصيدة الأولى بمثابة الابن البكر للشاعر، فهي تخرج إلى النور بعد محاولات شاقة من كتابة مسودات وتمزيقها في مراحل يغلفها الألم والإخفاق وإجهاد كبير لكتابة أبيات شعرية قويمة، وفي هذا الصدد تطلق القاهرة 24 سلسلة مخاض القصيدة الأولى تتوقف مع الشعراء حول أول قصيدة كتبوها وظروف خروجها إلى النور.
الكاتب والشاعر أحمد فضل شبلول عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر يقول في حديثه لـ القاهرة 24: قبل القصيدة الأولى، كانت هناك إرهاصات ودندنات بالكلمات التي تجمع بين العامية والفصحى والمكسورة في وزنها وموسيقاها.
وأضافت: كانت هذه الإرهاصات تتمثل في كلمات عن أخي محمد الذي في جبهة القنال قبل 1973 وبعدها بقليل، وكانت عن ابنة الجيران التي تخيلت أنني أحبها ولن أعيش بدونها، وكان ذلك في المرحلة الإعدادية أثناء فترة المراهقة، وتطورت اللغة والموسيقى أفضل في المرحلة الثانوية وبدأت القراءات العميقة، وصولا إلى الجامعة وانتظامي في نادي الشعر بقصر ثقافة الحرية بالإسكندرية، حتى استقامت اللغة والموسيقى بعد أن تعلمت علم العروض، وتذوقت جماليات الشعر العربي بطريقة غير التي كنت أتعلمها في المدرسة، وأثناء كل ذلك كنت أراسل المجلات وأنشر إرهاصاتي وبداياتي المتعثرة في بريد القراء في مجلة الجديد ومجلة صباح الخير.
وعندما بدأت تستوي الكلمات وتخرج في صورة قصيدة شعرية، متمثلة في قصيدة بعنوان الكلمة فرحت بها لأنها تحقق شروط القصيدة من ناحية سلامة اللغة وسلامة الوزن وبعض الأخيلة الشعرية، فأرسلتها إلى مجلة صباح الخير، ووجدتها بالفعل منشورة كاملة في باب "قال الشاعر" الذي كان يشرف عليه الشاعر الكبير فؤاد حداد الذي كان ينشر لي من قبل كلمات ومقاطع في بريد القراء ويوجهني التوجيه الحسن ويدفعني إلى الأمام.
على الطريق الصحيح
ويتابع أحمد فضل شبلول: وما إن رأيت القصيدة منشورة بكاملها في صفحة مستقلة بالمجلة أحسست أنني بدأت أضع قدمي على الطريق الصحيح، لذا أعتز بهذه القصيدة أيما اعتزاز، وبطبيعة الحال فرح والدي ووالدتي وإخوتي بهذا الأمر، وفرح أصدقائي الشعراء في قصر ثقافة الحرية، وقال لي أحدهم الطريق لا يزال طويلا، هي مجرد خطوة، وننتظر منك الكثير.
عندما أنظر الآن إلى هذه القصيدة، وأعيد قراءتها، أشعر أنها فعلا كانت مجرد بداية، ومن يقارن بينها وبين قصيدتي الأخيرة تجليات إشعاع المنشورة في العدد الأخير من جريدة أخبار الأدب سيدرك الفارق الكبير بين القصيدتين، غير أنني لا زلت أعتز بقصيدة الأولى الكلمة التي جعلتها مقدمة لديواني الأول مسافر إلى الله الذي صدر عام 1980 وفيها أقول بعد أن أجريت بعد المعالجات لبعض الكلمات:
قلبيَ نيلٌ
وشفاهي همساتُ نبي
وعيوني قنديل للفقراءِ
فكيف الصمت؟
علَّمنا الله..
أسماءَ الأشياء
كي لا نصمتَ لحظةَ صدقٍ أو لحظةَ حب
ورأينا – نحنُ الشعراء –
أن الماءَ كلام
الشمسَ كلام
الكونَ كلام
ولذا..
غنينا للكلْمةِ حين تكونُ نقيَّة
للكلْمةِ حين تكونُ رصاصةَ صدقٍ في صدرِ الوسواس الخنّاس
للكلْمةِ حين تمدُّ غطاءً فوق قلوبِ الناس
غنينا للكلْمة
فركعنا للنور
وسجدنا لله