شهيد المحبة القمص أرسانيوس
أحزننى جدا الحادث البشع الذى تعرض له القمص الكاهن ارسانيوس، فهى جربمة بشعة بكل المقايس، نفذها معتوه مختل انتزعت منه الإنسانية وتحول إلى حيوان همجى لا عقل له.
ما أصعب القتل على الهوية، فلا تربط القتيل بالقاتل أى صلة ولا سابق معرفة حتى يقدم على تلك الجريمة الشنعاء.
ولكنا دعونا نعود إلى ظروف كثيرة لم نعالجها ولم نجتثها من جذورها، وإن ظل الوضع على عبارات المجاملة والطمأنينة سيتكرر الحادث مرات عديدة للأسف الشديد.
سأحكى قصة قصيرة عشتها وقت أن انتقلت للعيش فى منطقة سكنية جديدة وقت حكم الجماعة الإرهابية وكانت اول جمعة لى فى ذالك المسجد، عندما اصطحبت أولادى لصلاة الجمعة فى المسجد القريب من محل سكنى،وعندما اعتلى الخطيب المنبر اخذ يصيح ويصرخ المرء مع من يحب، فلا تقول لى إننى أحب جارى المسيحى أو أنك تحب نجيب ساويرس الذى يشرب الخمر ووو.بصراحة صدمت هل هى تلك خطبة الجمعة المفروضة علينا، فاستجمعت قواى وهممت بالوقوف لعلة يشعر بغضبتى مما يقول، والجميع جالس وهو مستمر فى صياحة وكأنه يوجه كلامه إليّ شخصيا، فلم أشعر إلا أننى أواجه بنفس الصياح يا عم الشيخ ماذا تقول أتصنع فتنة من على منبر رسول الله، فلا الله سبحانه وتعالى ولا رسولى صلى يرضى عنك ولا على ما تقول فتحول المسجد إلى صراخ فى وجهى كيف تجرأ ان تقاطع الخطيب وهو على المنبر، حتى تعالى صوتى ماذا تسمعون هل تفهمون ما يقوله أنه يحرض على الفتنة ضد أهلنا وأصدقائنا وجيراننا فالله محبة وهذا الشيخ انتزع الله من قلبة الانسانية ولا يحمل فى جوانحة أى محبة وتركت المسجد والله على ما أقول شهيد.
المسيح عليه السلام الذى علمنا المحبة وهو رسول المحبة أسس مملكته على الحب والسلام فقد صبر على الأذى وقام بإعلاء كلمة الحق، ونشر دعوة الله إلى الناس، وكانت جل وصاياه تتمثل في وصية واحدة وهي المحبة "تحب الرب إلهك من كل قلبك. ومن كل فكرك. ومن كل قدرتك. وتحب قريبك كنفسك" فالله محبة ونقل عنه حواريوه وتلاميذته دعوته إلى البشرية بالمحبة.
لذا علينا أن نواجه تلك الخرفات التى مازلت تعشش فى عقول خربة تحاول أن تفسد علينا حياتنا وتهدم وتخرب وحدتنا،فجماعات الشر ما زالت تبث سمومها للنيل من وقف المسيرة وتخريب ما وصلنا إليه من نهضة وتقدم ولنا أن نتخيل المشهد العبثى الذى كنا سنعيشه لو استمرت تلك الجماعة الغبية فى حكم مصر.
علينا أن نحمد الله على نعمه، علينا بعد إقصائهم ونعلم أن هناك عقولا خربة ما زالت تمنى نفسها فى أن تعشش فى ذلك النسيج المتين الذى بنيناه للنيل من وطننا،وسنظل جميعنا بوحدتنا عيونا ساهرة لحماية وطننا لا فرق بين مسيحى ومسلم جميعنا مصريين.وعلينا أن نستحضره مقولة البابا شنودة الرجل العظيم رحمه الله الذى قال (مصر وطن يعيش فينا وليس وطنا نعيش فيه).
على الدولة وكل مؤسساتها والأزهر والكنيسة والمدرسة والجامعة والأحزاب والأفراد إلخ القيام بدور إيجابى وحقيقى للتوعية لمناهضة تلك العقول الهدامة ومواجهتها، فمصر لكل المصريين وستظل إلى الأبد.
فارفعوا رؤسكم من الرمال فالحكايات كثيرة مسكوت عنها ونحن فى ظل جمهوريتنا الجديدة لا ولن نكون نعاما، ولن أكرر ما علينا فعله فالجميع يعرف الطريق إلى دولة مدنية حقيقية وكفى.
رحم الله القمص أرسانيوس وديد راعى كنيسة العذراء ومارى بولس والذى نال أكليل الشهادة وسلاما إلى روحه الطاهرة وخالص العزاء لكل محبية ولكل المصريين.