أصوات شعرية| محمود سامي البارودي.. الرائد الأول للإحياء والبعث
محمود سامي البارودي، الشاعر الذي كان أول من يكتب مقدمةً لديوان شعري، اللغوي الذي أخذ من الخيال الشعري فرصة يعبر بها عن مكنونه وعن أحلامه، المصري الذي ناضل من أجل وطنه فكان مصيره النفي.
يعتبر الشاعر محمود سامي البارودي من أبرز وأهم الشعراء في مصر، كما أنه رائدًا من رواد مدرسة الإحياء والبعث أول المدارس الشعرية الحديثة، نشأ في أسرةٍ مرموقة وتلقى تعليمه الأولي جيدًا، واتجه منذ صغره إلى النحو واللغة والقراءة في الأدب.
ما الذي كان يمثله الشعر في حياة البارودي؟
كان البارودي يرى أن وظيفة الشعر هي تدريب الأفهام وتهذيب النفوس وتنبيه الخواطر إلى مكارم الأخلاق، كما أنه يعتبر الشعر الجيد ما كان مأخذه سليمًا من التكلف، لا يحتاج إلى مراجعة الفكر فيه.
كما كان للنهضة الأدبية الحديثة أثرًا على ثقافة وشاعرية البارودي، فأظهرت هذه النهضة الاختلاف بين الجديد والقديم، ونشرت الثقافة العربية واتصلت بعلوم أوروبا، وذلك عن طريق ابتعاث العديد من الأشخاص الذين تخصصوا في فروع الأدب والشعر في الجامعات الغربية المختلفة.
حياته في المنفى
عاش محمود سامي البارودي حياةً قاسية في منفاه بعدما طمح أن يحرر البلاد من الاحتلال البريطاني بمشاركة الزعيم أحمد عرابي، وكان يعاني الوحدة والمرض والغربة طيلة 17 عامًا، يشتاق لصاحبته وأهله وابنته، ولكنه شغل نفسه بتعلم اللغة الإنجليزية، وقام بتعليم أهل منفاه اللغة العربية حتى يتعرفوا إلى الدين الإسلامي، واشتدت عليه الأمراض بعدها فقرر العودة إلى مصر من أجل العلاج، فعاد وأنشد بيته المشهور قبل وفاته فقال: أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ فإني أرى فيها عيونًا هي السحرُ.