علي جمعة: قصة أصحاب الكهف تؤكد نسبية الزمان.. و40 سنة تعادل دقيقة في الملأ الأعلى |فيديو
قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن قصة أصحاب الكهف والرقيم في القرآن الكريم، مليئة بأمور توضح التصور الكلي للعقيدة، وأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء خلال تقديم برنامج القرآن العظيم، المذاع عبر قناة صدى البلد، أن قصة أصحاب الكهف والرقيم تؤكد نسبية الزمان وهو أمر نقف عنده لأنه مهم للغاية، حيث يقول الله في كتابه العزيز:أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا إذا أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا، فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا.
وأوضح على جمعة، أن سنين هي 309، والسنة القمرية تساوي 300 سنة شمسية بالضبط، فلما نام أصحاب الكهف 300 سنة واستيقظوا قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم، إذن فهناك ما يسمى بـ نسبية الزمان والتي نراها في قوله تعالى: تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وفي قوله تعالى: وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ، موضحا أن اليوم بمكان في الكون يساوي ألف سنة مما نعد، وهناك يوم في الملأ الأعلى يساوي 50 ألف سنة مما نعد.
علي جمعة: لو عاش الإنسان 100 سنة فإنه قد قضى بما في الملأ الأعلى 3 دقائق
وتابع عضو هيئة كبار العلماء، بأن هذه الـ50 ألف سنة والـ300 سنة، التي شعر أصحاب الكهف أنها ساعات قليلة، ناموها واستيقظوا بعد ذلك وأرسلوا واردهم بدراهم من أجل أن ينتقي لهم الطعام كما جاء في قوله تعالى: قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا.
وبين على جمعة، أنه لو عاش الإنسان 100 سنة فإنه قد قضى بما في الملأ الأعلى 3 دقائق، ومن هنا نقول لمن فقد عزيزا أنك سترحل بعده بقليل أو بدقيقة، موضحا: لو انتقل أبي ثم انتقلت بعده بـ40 عاما، يعني أنني انتقلت بعده بدقيقة واحدة.
وأكد عضو هيئة كبار العلماء، أن نسبية الزمان تدل على أن الله خارج الزمان، ولذلك فهو الأول والآخر وهو الذي لا بداية له ولا نهاية له وهو الذي لا تتقلب عليه الأحول فهو ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، مشيرا إلى أن نسبية الزمان تجعل الإنسان يعلم أن هذه الدنيا قليلة.