الحياه الأبدية في الميتاڤيرس
هل خطر على بالك يوما الحياه للأبد؟!.. شركة تشيكية تعمل على ذلك خلال هذه الأيام، ولكن في عالم المتاڤيرس الافتراضي، مجسدة بذلك إحدى حلقات المسلسل الشهير Black Mirror.
تعكف حاليا شركه تشيكية على تطوير نظام العيش الأبدي، أو Live Forever Mode في عالم الميتافيرس Somnium Space، وهذا يتطلب تنزيل معلومات شخصية مكثفة عن الشخص المطلوب، غاية خلق أفاتار رقمي يحتفظ بالصفات الشخصية حتى بعد الموت.
جاءت الفكرة للرئيس التنفيذي للشركة بعد وفاة والده، وبدأ يبحث عن طرق لحفظ شخصيات الأحياء بعد مفارقتهم الدنيا، الطموح أن يجد محبو وأطفال ومعارف الشخص، طريقة للتحدث مع فقيدهم المتوفى مطابقة لتحركاته وتصرفاته وحتى صوته، الهدف أن يتحدث أفاتارات الأحياء مع أفاتار المتوفى، دون أن يشعروا أن هذه الهيئة الرقمية هي في الحقيقة نموذج مطور عبر وسائل الذكاء الاصطناعي.
ولتحقيق كل هذه الأهداف، لا بد من إذن الشخص الحي لتسجيل بيانات ضخمة عنه، مثل المحادثات والتصرفات والأفعال وحركات الوجه والصوت وغيرها، هذا يثير مخاوف حقيقية بشأن خصوصية الأفراد، ورد الشركة أن تلك البيانات ستسجل على سلسلة كتل الإيثيريوم Ethereum Blockchain، مما يضمن شفافية عالية حسب اعتقاده.
ومن المخطط، أن تبدأ الشركة هذا العام بمسح وتسجيل بيانات المهتمين، على أن تطلق أول دفعة من الأفاتارات الرقمية خلال العام المقبل، ولنتخيل حجم البيانات المطلوبة، فهي ستكون من مائة إلى ثلاثمائة ضعف عن البيانات التي تجمعها الهواتف الذكية اليوم، وكلما زادت البيانات، زادت دقة تمثيل الأفاتار الرقمي للشخصية الحقيقية، المشاركون لهم الحق في أي لحظة في طلب إيقاف تسجيل البيانات، أو حتى إلغاء البيانات ككل، والشركة تطمئن المشتركين أن بياناتهم لن تباع لمسوقي الإعلانات مستقبلا.
تعتبر فكرة الأبدية الرقمية ليست حديثة، وقد سبق هذه المبادرة خططا أخرى من شركات أخرى في السوق، المختلف هذه المرة هو في طريقة تجسيد الأبدية الرقمية، فعوضا عن كونها برنامجا لا أكثر، ستصبح أفاتارات مماثلة للشخص الحقيقي في صوته وحركاته وأفكاره، وردود فعله وحركات وجهه.
السؤال الآن، هو عن مدى رغبة الناس في عيش الأبدية الرقمية، ولأي درجة ستساعد أحبابهم الأحياء في التأقلم، وتجاوز أحزانهم بعد فراق من أحبوا واقعا، كما يبدو أن الميتافيرس من الوارد أن يكون خليطا من أفاتارات الأحياء والموتى، وسيكون عالما افتراضيا مختلفا عن الواقع الذي نعرفه، هل هي فكرة جيدة؟ المخاوف منها أكثر مما تبثه طمأنينة في النفوس.