16 رمضان| ذكرى رحيل المقريزي المؤرخ الموسوعي
في شهر رمضان تسري سنة الله في الكون والحياة كما في بقية الشهور، فنجد من يأتي إلى الدنيا، كما يكون هناك من يقدر له الله أن يُقبضَ في رمضان المبارك، ومنهم المقريزي.
المؤرخ الموسوعي الفذ أحمد بن علي المقريزي، المعروف باسم تقي الدين المقريزي، استطاع أن يلم بالتاريخ من جوانب متعددة، وأصبح إماما لأهل العلم في هذا المجال في عصره ومن بعده، فكان يقصده أهل عصره للتعلم منه والتلمذة على يديه، وخلف الكثير من المؤلفات التي أصبحت مرجعا للباحثين من بعده.
جاء لقب المقريزي نسبة لحارة في بعلبك تسمى بحارة المقارزة، حيث إن أجداده من بعلبك ووالده جاء إلى القاهرة حيث ولى بها بعض الوظائف، وهناك اختلاف في موعد ميلاد المقريزي فالعض يذكر أنه كان 760 هـ وبعض آخر مثل ابن حجر العسقلاني يذكر أن ميلاد المقريزي كان 766 هـ فيما يذهب السيوطي إلى أن مولد المقريزي كان في عام 769 هـ.
لكن لم يخلتف أحد حول وفاة المقريزي، فقد رحل عن دنيا الناس في مصر في عصر يوم الخميس 16 رمضان سنة 845 هـ بالقاهرة ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة بحوش الصوصية البيبرسية.
ولنبوغ المقريزي في العلم، فقد أسندت إليه بعض مناصب الدولة منها الحسبة والخطابة والإمامة لكنه رفض القضاء في عهد الظاهر برقوق.
مؤلفات المقريزي
أثرى المقريزي المكتبة العربية بالكثير من المؤلفات وخصوصا في مجال التاريخ، ومن هذه المؤلفات: السلوك لمعرفة دول الملوك، اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء، عقد جواهر الأسفاط في تاريخ مدينة الفسطاط، إغاثة الأمة بكشف الغمة، الإعلام بمن ملك أرض الحبشة في الإسلام، التدقيق والتقصي والتحقيق والتعليل الحيادية تجاه الحكام وعدم مداهنتهم والتقرب إليهم.
