إيده تتلف في حرير.. صابر يصنع تحفًا فنية من جريد النخيل بالدقهلية | صور
داخل ساحة كبيرة على أطراف مدينة أجا، بمحافظة الدقهلية، يصنع صابر سعيد سلامة، صاحب الـ47 عامًا، تحفًا فنية من جريد النخيل، وبأنامله يعيد الحياة لأحد أقدم الحرف اليدوية التي تعاني الاندثار.
ورث سلامة صنعته من والده، حيث كان يحرص على الجلوس بجواره بعد عودته من مدرسته، يشاهده وهو يطوع الجريد في يده، ويُبدع في صنع طرابيزات وكراسٍ بأشكال مختلفة، ليستقي منه خبرته التي ورثها هو الآخر على مدار أعوام طويلة.
مهنة الجريد لا تقبل التطوير، حيث تعتمد على أدوات بدائية، منها السلاح ومواسير الثقب وبعض أعواد الأخشاب، وحسب سلامة، فإن ذلك يعد سببًا في قلة الأيدي العاملة بها، وعزوف الشباب عنها.
وأوضح صانع الجريد، أنه يعمل في الصنعة منذ 35 عامًا، وحرص على نقل الموهبة لأبنائه، وذلك لاستكمال مسيرة العائلة في إحياء الصناعة اليدوية، خاصة مع انتشار المنتجات البلاستيكية المنافسة.
وأشار سلامة، إلى أن الجريد يتوافر خلال فصل الشتاء، وتصنيع منتجاته تمر بعدة مراحل، بداية من تنظيفه وتجهيزه على يد متخصصين، وبيعه للعمال بسعر 40 حنيهًا للرابطة الواحدة، ثم فرزه لجريد جاف وأخضر، حيث تعتمد صناعته على استخدام 75% منه أخضر، و25% جاف.
كما أكد أن الإقبال على شراء منتجات الجريد لم يعد كالسابق، لكن مازال هناك بعض الهواة خاصة من أصحاب المقاهي والكافتيريات، كما تشتهر أسرة الجريد في الصعيد، وذلك لقدرته على مكافحة بعض الحشرات المنتشرة بالقرب من المناطق الجبلية.
وتابع أن البلاستيك أصبح سببًا في تراجع منتجات الجريد، وذلك لانخفاض أسعاره وسهولة حملة وصغر وزنه، حيث يبلغ سعر الكرسي والطرابيزة الجريد 150 جنيهًا، ويستغرق تنفيذها يومًا كاملًا.
كما لفت إلى أن هناك أنواع من الجريد، منه الزغلول، والسماني، والحياني الذي يعتبر من أفضل الأنواع في التصنيع، ويتم شراؤه من محافظة دمياط، موضحًا أن المهن اليدوية القديمة تحتاج إلى نظرة وتدخل من المسؤولين، للحفاظ عليها من الانقراض، ومحاولة إيجاد حلول لميكنتها لتواكب العصر والتكنولوجيا الجديدة.