طرائف رمضانية | تصوم ويدك مغلولة إلى عنقك
شهر رمضان، شهر العبادة والتقرب إلى الله وسمو الروح وصفاء النفس، ومع ذلك فهو لا يخلو من الطرف والمفاكهات التي تدور حوله، والتي من بينها أن رجلا جاء يومًا إلى فقيه للفتوى في شهر رمضان فقال له: لقد أفطرت يوما بعذر، فأجابه الفقيه: أقض يوما؟ قال الرجل: قضيت وأتيت أهلي وقد صنعوا ميمونة، فامتدت يدي إليها وأكلت منها، فقال الفقيه: اقض يوما آخر. قال الرجل: قضيت وأتيت أهلي وقد صنعوا هريسة فسبقتني يدي إليها وأكلت منها، فقال الفقيه للرجل: الرأي أنك لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك؟
صيام رمضان بين الأحوص ونصيب
ومن طرائف شهر رمضان أنه يروى أن الشاعر نُصيب دق على الشاعر الأحوص بابه، فأبطأ عليه، وكان الأحوص حين سمع صوته راح يخفي ما كان أمامه من طعام وشراب حتى لا يراه نصيب مفطرا في شهر رمضان، فلما فتح الأحوص الباب، خاطبه نصيب قائلا:
أراك أبطأت علي؟ فأجابه الأحوص: كنت أقضي حاجة، فقال له نصيب: وأين عبيدك يفتحون لي، إنما كنت تأكل وكنت تخشى أن أراك، فأنشد الأحوص قائلا:
الله ربـي يغفر الذنوبـا فلا تكن من دونه رقيبا
إن شئت قدمنا لك الحليبا وإن تشأ فالرطب العجيبا
من هجر جئنا به رغيبا نغري به العيون والقلوب
ورد عليه الشاعر الأحوص بأبيات من الشعر قائلا:
كل ما تشاء إنني لصائم والله ربي بالقلوب عالم
والنار فيها لذنوب جاحم وكيف ينجو في الحساب الآثم
إني على ذنبي لديه نادم وليس لي من نوم ربي عاصم