الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الفتح الإسلامي لمصر أنقذ أجدادنا المسيحيين

الأحد 17/أبريل/2022 - 08:04 م

مضى 1381 عامًا على فتح مصر على يد عمرو بن العاص، في 16 أبريل من عام 642 ميلاديًا، الموافق 20 هجرية، وتختلف الروايات الإسلامية والمسيحية حول الفتح الإسلامي لمصر، لكنها تُجمع أن مصر قبل الفتح الإسلامي، كانت عبارة عن بلد يعاني الاضطهاد الديني واستغلال ثروات مصر للإمبراطورية، وبلغ الاضطهاد لمسيحي مصر قبل الفتح العربي ذروته، حتى سقط في عام واحد آلاف الشهداء، وكانوا يرهقون أهل مصر بالضرائب لدرجة لا يتم دفن الميت إلا بعد دفع ضريبة عليه، حتى أنهم أحرقوا مكتبة الإسكندرية بكل ما فيها من كتب وبرديات. 

كتاب تاريخ الأمة القبطية – يعقوب نخلة روفيلة شاهد ودليل 

مرجع تاريخ الأمة القبطية 

 وصل الاضطهاد الديني ذروته، عندما أُجبر أجددنا المسيحيين الأرثوذكس على تغيير عقيدتهم من الأرثوذكسية إلى العقيدة الكاثوليكية ولكن رفضوا، وذهب الأرثوذكس إلى الصعيد ولهذا السبب تنتشر الأديرة في صعيد مصر حتى الآن، وبعد الفتح الإسلامي أُعيد بناء الكنائس، ومع شدة الاضطهاد هرب أسقف المسيحيين خوفًا من القتل بعد قتل أخيه، وهرب من الإسكندرية واختفى بأديرة الصعيد 13 عامًا حتى جاء الفتح الإسلامي لمصر.    

 

كتاب: مرقس الرسول للأنباء شنودة من صفحة 70

أهل مصر يستنجدون بعمر بن العاص

بعد فتح الشام على يد المسلمين، عاملوا أهلها بالرفق واللين، وأرسل أهل مصر إلى عمر بن الخطاب أن تعالَ إلينا ونجنا من البيزنطيين الذين استعبدوا المصريين شر استعباد وجعلوا مصر مخزن غلال، أرسل عمرو بن العاص جيشًَا عدده 4 آلاف جندي إلى مصر، وفي طريقهم تطوع أهل مصر لمساعدة العرب الفاتحين في إرشادهم إلى الطرق، حتى يتمكنوا من فتح مصر وطرد البيزنطيين منها.


وعلى مر العصور، سعت مصر إلى احتواء جميع أبنائها من مختلف ديانتهم، فقبل أن يكون المصريون مسيحيون في أثناء الفتح الإسلامي كانت مصر قبل آلاف السنين من دخول المسيحية إلى مصر، ذات ديانات متعددة وتحولت مصر إلى المسيحية ثم جاء الفتح الإسلامي، وكلمة الأقباط غير صحيحة فكلمة قبطي كلمة قديمة قبل ميلاد المسيح وتُطلق على المصريين عُمومًا، دون تمييزٍ ولا علاقه لها بالمسيحية، ولكن تستخدم في الوقت الحالي للدلالة على مسيحي الديانة، ومع مُرور الوقت استعرب المصريّون وأصبحت اللُغة العربيَّة لُغتهم الأُم، واقتصرت اللُغة القبطيَّة على الطُقوس والتراتيل في الكنيسَّة.

أصل نسب المصريين

التركيب الجيني للمصريين، طبقًا لدراسة نشرتها شبكة قنوات ناشيونال جيوجرافيك، في عام 2005 أثبتت أن المصريين الذين يعتقدون أنهم عرب، ليسوا كذلك، حيث أثبت الحمض النووي أنهم عبارة عن خليط، ويتكون غالبية الحمض النووي المصري من 68% من جينات شمال إفريقيا، وباقية الـ32% خليط من  جنوب أوروبا، ومن آسيا الصغرى، ومن شرق إفريقيا، ومن اليهود، ومن بعض القبائل العربية التي هاجرت إلى مصر بعد مئات السنين من الفتح العربي، فالغالبية العظمى من المصريين في الأساس مصريين الأصل وليس كما يعتقد الكثير أن أصولهم من الجزيرة العربية.

وستظل مصر نسيجًا واحدًا من المسلمين والمسيحيين كما أن جذورهم وأجدادهم واحدة، فالمسيحيون القدماء هم أجدادًا للمصريين بمسيحييهم ومسلميهم وكثير منا لا يعلم ذلك، وأهل مصر في رباط إلى يوم القيامة، والمسلمون يأخذون مبادئهم من دينهم الحنيف والذي أوصى نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله في حديث لصحيح مسلم: ستفتح عليكم مدينة يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمةً ورحمًا.

 

المصادر 

 كتاب: مصر المسيحية والبيزنطية L’Égypt Chrétienne et Byzantine ص454 و521. المؤلف دييهل Diehl

 كتاب: مرقس الرسول للأنباء شنودة من ص 70 إلى ما بعد.

تابع مواقعنا