عالم أزهري: سورة الفرقان كشفت ادعاءات أهل الباطل الكاذبة في حق نبوة الرسول
قال الدكتور حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، والعالم الأزهري، إن سورة الفرقان من السور التي فرقت بين الحق والباطل في أصول العقائد وركائز الإسلام، فقد جاءت آياتها على قدر في ليلة غراء في منتصف شهر رمضان المبارك، والتي عَرَّف بها الله - سبحانه وتعالى صفات التواضع والمتواضعين وفرق فيها بين الخالق والمخلوق، وبينت وحسمت كل ادعاء كاذب من أهل الباطل في حق النبوة للنبي - صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا"،1الفرقان.
عالم أزهري: لا يوجد خلاف بين التنزيل بآيات الله وبين مظاهر وعجائب خلقه في الأكوان
وبين الدكتور حبيب الله، خلال حديثه بالجامع الأزهر، أن آيات سورة الفرقان بينت مجامع العلاقات؛ العلاقة بالله والعلاقة بالناس، ولقن الله فيها نبيه – صلى الله عليه وسلم- حجته ودعَّمه فيها بسلاح الجهاد البرهاني، في مرحلة لم يتمكن فيها هو وصحبه إلا بهذا السلاح، سلاح الحجة والفرقان وهو القرآن الكريم، ليؤكد فيها المولى - عز وجل- أنه لا يوجد خلاف بين التنزيل بآيات الله وبين مظاهر وعجائب خلقه في الأكوان، ويعلمنا من خلالها المنهجية في إقامة الحجة وتقبل كل ما تكنه النفوس التي تعتري الباطل حتى نبين لهم ماهم فيه من ضلال.
وأكد أستاذ العقيدة والفلسفة، أن التواضع خلق نبيل ينقسم إلى قسمين: التواضع للحق والتواضع للخلق، موضحا أن قمة التواضع للحق هي العبودية الحقة لله، وأن أعلى مراتب العبودية التي جمعت بين التواضع للحق والتواضع للخلق؛ هي مقام العبودية التي تحقق بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو ما وصفه به المولى عز وجل في أول سورة الفرقان قال تعالى: "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا"، لافتًا إلى أن سورة الفرقان في آياتها الأخيرة تختتم بوصف من يتحقق بالعبودية للرحمن من أتباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وهو المحقق بمقام العبودية من خلال جمعه بين التواضع للحق - سبحانه وتعالى- والتواضع للخلق، قال تعالى: "وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا، (63) الفرقان.