شيخ الأزهر لطلاب المعاهد الأزهرية: احترسوا من أي فكر ضال منحرف يدعو إلى الإساءة للمسيحيين
وجّه فضيلة الإمام أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رسالة لطلاب المعاهد الأزهرية في طليعة كتاب الثقافة الإسلامية، المُقرر على طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية قائلًا: من المؤلم حقصا أن تصدر مثل هذه الفتاوى من أناس ليسوا على علم بأصول الشريعة، ولا معرفة بمقاصدها العليا، ولا دراسة لحكمتها البالغة فى التشريع، والأكثر ألمًا أن هذه الفتاوى صدّقها الشباب، واعتقدوا أنها مما جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، والحقيقة عكس ذلك كما ستعرفون من دراسة هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى.
وأضاف شيخ الأزهر: من أجل ذلك؛ رأت مشيخة الأزهر أن تعرض لهذه القضايا، وغيرها أيضًا في هذا المقرر بأسلوب حواري شائق جذاب، ونرجو أيها الأبناء أن تصرفوا عنايتكم وتركيزكم إلى استيعاب كل جملة، وكل كلمة جاءت في هذا المقرر المهم - بل البالغ الأهمية، وأن تنتفعوا بها في حياتكم، وتُطبقوها بدقة في تعاملاتكم مع أصدقائكم من المسلمين وغير المسلمين، وأن تجعلوا من توجيهاتها دستورا إسلاميًا، تطبقونه في حياتكم العملية، وأن تردوا بها على دعاوى المنحرفين، وأكاذيب الضحايا الذين وقعوا فريسة لأفكار الجماعات الإرهابية المتطرفة، فأضلتهم وأعمت أبصارهم.
شيخ الأزهر: احترسوا أشد الاحتراس من أى فكر ضال منحرف
وتابع فضيلة الإمام: نصيحتنا التي لا نمل من تكرارها على عقولكم ومسامعكم؛ أن تحترسوا أشد الاحتراس من أي فكر ضال منحرف يدعو إلى الإساءة إلى المسيحيين، أو إلى تكفير المسلمين، أو كراهية الوطن وقادته وجيشه وقوات أمنه، فكل هذه الأفكار هى خارجة عن هُدى الإسلام وهدى رسوله - صلى الله عليه وسلم، وأحكام شريعته التي أمرت المسلم بالإحسان إلى أخيه المسلم، أيًا كان مذهبه في الفقه أو العقيدة، كما أمرته بالبر والإحسان إلى غير المسلم، أيًا كان دينه، وأيًا كانت عقيدته.
وشدد الإمام الطيب قائلًا: اعلموا أيها الطلاب الأذكياء النجباء، أن الله تعالى لو أراد أن يخلق الناس على دين واحد أو لغة واحدة لخلقهم، كذلك -سبحانه- شاء أن يخلق الناس مختلفين في أديانهم وعقائدهم ولغاتهم: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين.. فالقرآن الكريم يقرر أن الناس سوف يظلون مختلفين إلى يوم القيامة، وأن مرجعهم إلى الله، وهو محاسبهم.
واستكمل: اعلموا أننا لسنا وحدنا في هذا العالم، وأن العلاقة بيننا وبين غيرنا هي علاقة التعارف والتعاون، وليست أبدًا علاقة الصراع، أو حمل الناس على الإسلام بالقوة، أو الإساءة إلى أديانهم وعقائدهم، فالناس - فيما يقول الإمام على، كرم الله وجهه: إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق، وكما تحب ألا يُساء إليك، أو ينتقص من شأنك، فكذلك لا يجوز أن تُسىء إلى الآخرين، أو تنتقص من شأنهم.