أسبابه مجهولة ولا يرتبط بلقاح كورونا.. فيروس غامض يصيب عشرات الأطفال بالتهاب الكبد حول العالم
حالة من الضجة الواسعة؛ التي يشهدها قطاع أوروبا، بعد انتشار حالات التهاب الكبد غير المبررة لدى الأطفال، ما تسبب في حيرة وقلق المسؤولين الصحيين، حيث تم العثور على عشرات حالات التهاب الكبد؛ رصدتها منظمة الصحة العالمية، وغير معروف سببها حتى الآن، ولا تتبع أي من الأنواع المعروفة من الفيروس عالميًا.
كانت هناك 74 حالة مُوثقة في المملكة المتحدة، و3 في إسبانيا، وأبلغ الأطباء في الدنمارك وهولندا عن حالات مماثلة، وفقًا لـ صحيفة هيلث لاين.
وذكرت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا، أنهم يعملون بسرعة مع الصحة الوطنية وخبراء الصحة العامة في اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية، للتحقيق في مجموعة واسعة من العوامل المحتملة؛ التي قد تتسبب في دخول الأطفال المستشفى.
في سياق متصل، هناك حالتان للأطفال في ألاباما شديدين بشكل كبير، حيث تتطلبان عملية زرع كبد، رغم عدم الإبلاغ عن أي وفيات حتى الآن.
فيروس التهاب الكبد
ووفقًا لمسؤولي الصحة في ولاية ألاباما؛ لم يتم اختبار أي من الأطفال في تلك الولاية إيجابيًا لأي نوع من فيروسات التهاب الكبد، أو كان لديهم عوامل خطر نموذجية أخرى له.
أما الصحة الإسرائيلية، فقالت أمس الأربعاء، إنها تُحقق في حالات مماثلة بعد تشخيص إصابة 12 طفلًا على الأقل بهذه الحالة، وفقا لتايمز أوف إسرائيل.
فيروسات غير مرتبطة بكورونا
وقالت الدكتورة ميشيل إم كيلي، أستاذة مساعدة في كلية إم لويز فيتزباتريك للتمريض في الولايات المتحدة، إن التهاب الكبد الذي يعاني منه الأطفال لا يبدو أنه ناجم عن الفيروسات المرتبطة عادةً بالتهاب الكبد.
وأضافت ميشيل أن المنطق يقود كافة الخبراء إلى الاعتقاد بأن السبب هو إما نوع آخر من التعرض، أو فيروس لم يتم تحديده بعد، أو التعرض لمادة تسبب ضعف الكبد، بالإضافة إلى الثقة بأنه لا يرتبط بلقاح فيروس كورونا.
وأكد المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض من جهته، أن المعلومات التفصيلية التي تم جمعها عن طريق الاستبيان بشأن طعام الأطفال وشرابهم وعاداتهم الشخصية؛ فشلت في تحديد أي تعرض شائع، وتسبب في إصابتهم بهذا الفيروس.
في الوقت ذاته، أفاد إيلاتن شابيرو، كبير خبراء الصحة، بأن الأسباب الشائعة لالتهاب الكبد هي الكحول والأدوية ومرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول، وفي جميع الأحوال قد تؤثر أمراض الكبد بشدة على الصحة في كافة أنحاء الجسم، مضيفًا أن الكبد عندما لا يُعالج بشكل صحيح، يُمكن أن يتطور إلى التليف، ومن ثم السرطان.
فيما أوضح ألكسندر وايمان، طبيب أمراض الجهاز الهضمي والكبد للأطفال، أن الأفراد الذين يعانون من التهاب الكبد الحاد؛ يمكن أن يتعافوا في كثير من الأحيان، فإن تعافى الكبد من تلقاء نفسه، فلن يكون من المتوقع حدوث عواقب صحية طويلة المدى، ولكن إذا كان الالتهاب حاد فيصعب علاجه.
ووفقًا لـ ويمان؛ يمكن أن يؤدي الفشل الكبدي الحاد إلى الوفاة أو الحاجة إلى زراعة الكبد.
عقب تحليل البيانات المتاحة، يقول الخبراء، إن السبب لا يزال غير معروف، لكنهم يشتبهون في احتمال وجود نوع من الفيروسات الغدية، ذلك بالإضافة إلى أن أي ارتباط بهذا الفيروس سيحتاج إلى تأكيد، عن طريق إجراء مزيد من الاختبارات لعينات الأنسجة من الأطفال المصابين.
