أمين كبار العلماء: فتح مكة درس إلهي للعفو والرحمة عند المقدرة
نظم الجامع الأزهر، اليوم الخميس، احتفالية تحت عنوان: "فتح مكة دروس وعبر"، وذلك بمناسبة ذكرى فتح مكة، إحياءً لتلك الذكرى العطرة وهذا الفتح الأعظم الذي أنعم الله به على رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- والذي يعد ملحمة كبرى من ملاحم تعظيم بيت الله الحرام، ونصر المؤمنين، بحضور الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور حسن الصغير، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، والشيخ عبد العزيز الشهاوي، من كبار العلماء بالأزهر، ولفيف من علماء وطلاب الأزهر الشريف.
درس نبوي وقبله درس إلهي للبشرية
وخلال كلمته بالاحتفالية قال الدكتور حسن الصغير: إننا اليوم نتحدث عن درس نبوي وقبله درس إلهي للبشرية جمعاء في كيف يتصرف الإنسان إذا مكن الله له في الأرض، مؤكدا أن القضية فتح مكة تنادي في البشرية جمعاء بأن سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - جاء مبشرًا وهاديًا ونذيرا، ليعمر الكون ويجعله - المولى عز وجل - رحمة للعالمين، قال تعالى: "إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا".
وأكد الصغير أن من دلائل الإعجاز في رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن المولى - عز وجل - جعل فتح مكة مضمارا للعفو عند المقدرة، ومضمارًا للرحمة بين البشر، فبعد أن عانى رسول الله وصحابته الكرام الاضطهاد وكافة ألوان العذاب من الكفار والمشركين، وأخرجوهم من ديارهم وأرضهم؛ عفا عنهم رسول الله عندما مكنه الله من فتح مكة، وقال لهم "اذهبوا وأنتم الطلقاء"، ليهدي الناس إلى صراط الله المستقيم، وتكون رسالته هدىً للعالمين، قال تعالى: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا" الفتح (28)، مشددا على ضرورة أن نسألهم هذه الدروس والعبر من هذه التذكرة العطرة، وأن نسهر طاقاتنا في الإصلاح في الأرض إعمار الكون.