واعظ بأوقاف شمال سيناء: إطعام الفقراء والمساكين مقدم على تكرار الحج أو العمرة
انطلقت قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر والأوقاف برئاسة الدكتور محمد عزت محمد محمد أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إلى محافظة شمال سيناء بمناسبة أعياد سيناء، اليوم الجمعة 22/ 4/ 2022، وتضم عشرة علماء: خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: العشر الأواخر من رمضان وواقعنا المعاصر.
العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك موسمًا لمضاعفة الحسنات
فمن على منبر مسجد العاطي الوهاب أكد الشيخ محمد سليمان عزام، أن من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك موسمًا لمضاعفة الحسنات، واستباق الخيرات؛ إذ النفوس تنشط عند قُرب النهاية، وقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يُحسِن اغتنام تلك الأوقات الفاضلة، حيث تقول السيدة عائشة (رضي الله عنها): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره، وتقول (رضي الله عنها): كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ.
ومن على منبر مسجد النصر، أكد الدكتور عمرو محمد مصطفى - مدير عام الإدارة العامة للبعثات والوافدين أن من حسن التأسي بنبينا صلى الله عليه وسلم إحياء ليل العشر الأواخر من رمضان بالصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والاستغفار، والإنفاق في وجوه الخير، وهذا دأبُ الصالحين، وعبادةُ المتقين، حيث يقول الحق سبحانه في وصف أهل الجنة: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ.
ومن على منبر مسجد آل عمار، أوضح الشيخ محمد محمد إبراهيم الطيار إمام وخطيب بمديرية أوقاف شمال سيناء أن هذه الليلة المباركة هي: دُرَّة الليالي، أنزل الله تعالى فيها كتابًا عظيم القدر، على نبي عظيم القدر، بواسطة ملَك عظيم القدر، على أمة عظيمة القدر، وهي ليلة تنزُّل المغفرة والرحمات والبركات، حيث يقول الحق سبحانه: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ المَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الفَجْرِ".
ومن على منبر مسجد الهادي أكد الشيخ محمود محمد شمس الدين، واعظ بمنطقة وعظ شمال سيناء على فضل قيام ليلة القدر وأن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
ومن على منبر مسجد السلام أكد الشيخ سليم أحمد سليم إبراهيم - واعظ بمنطقة وعظ شمال سيناء على أن تأليف القلوب وإصلاح ذات البين باب قبول الأعمال الصالحة، وأن الخلافات والنزاعات سبيل الحرمان لا سيما في هذه الليالي الفاضلة، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ- وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ.
كما أكد الشيخ محمد ماهر عبد الواحد منصور إمام وخطيب بمديرية أوقاف شمال سيناء، من على منبر مسجد الإسراء، على جواز إخراج زكاة الفطر في هذه الأيام، ويجدر التعجيل في إخراجها قبيل العيد؛ توسعةً على الفقراء والمساكين والأيتام والمحتاجين، وتمكينًا لهم من قضاء حوائجهم قبل دخول العيد عليهم، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: أَغْنُوهُمْ عَنِ الطَّلَبِ فِي هَذَا اليَوْمِ.
التوسعة على المحتاجين مُقدَّم على تكرار الحج أو العمرة
ومن على منبر مسجد المدينة المنورة، أشار الشيخ هاني إسماعيل عوض سليم واعظ بمنطقة وعظ شمال سيناء، إلى أن إطعام الفقراء والمساكين والتوسعة على المحتاجين مُقدَّم على تكرار الحج أو العمرة، فالأول واجب عيني أو كفائي، والآخر نافلة، ولا شك أن الواجب عينيًّا كان أو كفائيًّا مقدم على سائر النوافل، فضلًا عما في تفريج كروب المكروبين من الثواب العظيم، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا.