حزن وإفلاس ومرض.. انتحار 3 أشخاص في ظاهرة مرعبة بالشرقية
الانتحار.. كلمة لا يرادفها أي وصف طيب؛ إذ حرم الله من فوق سبع سماوات إيذاء النفس البشرية، لكن بيننا من لا يزل ضعيفًا في كبح جماح نفسه حين تُحدثه بضرورة الخلاص، فيلجأ إلى التخلص من حياته ظنًا أن ذلك هو الطريق الوحيد لنهاية آلامه، ويُقدم بذلك على فعل ما نهت عنه كل الأديان، في أمر بات أشبه بـ ظاهرة تتباين أسبابها ما بين قلة ذات اليد وقلة الصبر وعدم القدرة على الاحتمال، وهو ما شهدته محافظة الشرقية خلال الأيام السبعة الماضية، حين تخلص ثلاثة أشخاص من حياتهم ضحايا لتلك الأسباب.
جثة في حي الفراشة
مطلع الأسبوع الجاري تلقت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة ديرب نجم، يفيد بالعثور على جثة شاب يُدعى السيد م ال غ، 20 عامًا، مشنوقًا داخل مسكن أسرته في حي الفراشة التابع لنطاق ودائرة مركز شرطة ديرب نجم، فيما تبين أن الشاب قد أنهى حياته بعد معاناة عاشها مع نوبات صرع كانت تُداهمه من وقت لآخر ويتلقى العلاج منها عبر أحد الأطباء في مدينة الزقازيق، لكنه قبيل وفاته قرر أنه لا فائدة من العلاج. تخلص من حياته بالانتحار شنقًا داخل منزل أسرته.
ضائقة مالية تُنهي حياة مُسن فوق شجرة
على بُعد بضعة كيلو مترات من مكان الواقعة الأولى، وفاصل زمني لم يتخطى الستة أيام، أقدم مُسن يُدعى ث ع، في الثالثة والخمسين من عمره، على الانتحار والخلاص من الحياة؛ بعدما ضاق ذرعًا بـ ضائقة وأزمة مالية لم يُفلح في مجابهتها، ليرضخ في النهاية إلى وسواس نفسه ويتخلص من حياته شنقًا أعلى شجرة في عزبة أمين التابعة لقرية صفط زريق بنطاق ودائرة مركز شرطة ديرب نجم.
الحزن المُميت
تفاصيل مأساوية تلك التي شهدتها واقعة انتحار شاب في السابعة والعشرين من العمر؛ بعدما توفيت والدته قبل ثلاثة أشهر، عاشها الفتى في ضجيج وحزن حتى وصل به الأمر إلى أن قرر التخلص من حياته وألقى بنفسه في مياه ترعة الإسماعيلية، فيما ظلت جثته حبيسة في المياه لنحو يومين قبل أن تحفز على سطح المياه ويتم انتشالها من أمام مجمع محاكم بلبيس.
لا لإيذاء النفس البشرية.. لا للانتحار
رسالات ومواعظ كثيرة حملتها الأديان جمعاء لتؤكد على أن إيذاء النفس البشرية من كبائر الذنوب، فيما أكد الأزهر الشريف د، في عدة فتاوى سابقة، على أن إيذاء النفس البشرية والانتحار أمر وذنب عظيم، وسط تأكيد على ضرورة التقرب في العبادات والبُعد عن الياس أو الإحباط مهما كانت الظروف، فرب السماوات والأرض رحيم يؤاف بحال عباده حين يلجأون إليه.