الفن والحرب.. فنانو أوكرانيا يوثقون آثار الغزو الروسي على لوحاتهم
منذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا اضطر الكثير من الأوكرانيين، إلى التخلي عن منازلهم ووظائفهم، ومن بين هؤلاء الناس هم الفنانون والرسامون ورسامو الكاريكاتير الذين تحولت مواهبهم الفنية إلى مواهب قتالية، يحاولون من خلال رسمهم التعبير عن ما يشعر به الشعب الأوكراني.
ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية صورًا لرسامين أوكرانيين تعبر لوحاتهم عن الآلام الحرب والقهر والحزن، الذي يعيش فيه الشعب الأوكراني تحت القنابل الروسية، معلقة: تحول الفن إلى حزن ومعاناة.
وقال أندريه رويك، وهو رسام أوكراني يعيش في غرب مدينة لفيف: عندما بدأت الحرب في أوكرانيا توقفت جميع الأعمال الفنية، الحرب جعلتني أتصرف بطريقة مختلفة تمامًا.. تحولت لوحاتي إلى معاناة أحاول بها إيجاد طريقة للتعبير عن الآلام الشعب الأوكراني.
ووفقا للصحفية، استغرق رويك وقتًا كبيرا قبل أن يتمكن من استئناف عمله وتعلم العيش مع الصوت المستمر لصفارات الإنذار من الغارات الجوية للقوات الروسية، والليالي التي قضاها في ملاجئ القنابل والغارات الجوية التي أصبحت الوضع الطبيعي الجديد له.
وأضاف رويك: في مرحلة ما بدأت أتكيف مع الحرب، لقد تحولت الحرب نوعا ما إلى روتين، وفي لوحاتي، لدي رؤية للسلام.. السلام الذي أريد رؤيته.
وتمثل لوحة رويك الأولى منذ بداية الغزو الروسي، رؤيته لحالة سلام صلبة ومعقدة لا يعلم كيف يمكن أن تنفك تلك العقدة بعد تلك الأحداث الدموية واللاإنسانية التي تحدث الآن.
وقال الرسام سيرجي رادكيفيتش، من لفيف: في بداية الحرب كان من الصعب بالنسبة لي توضيح ما أشعر به، فالوضع مرهق للغاية بالنسبة لنا جميعا.. كنت لا أشعر أبدا بأي شيء.
أحد الرسامين: الفن مثل الحوار ومن الصعب بناء حوار وأنت مدمر في الداخل
وأضاف رادكيفيتش:أنه كان من الأسهل بكثير الرد على الحرب في البداية من خلال العمل مع الناس في مهام أخرى مثل شراء الأدوية، أو التطوع بدلا من خلق الفن الذى يعبر عن معاناة الناس، فأنا بالنسبة لي، الفن مثل الكلام والحوار ومن الصعب جدا بناء هذا الحوار وأنت مدمر في الداخل.
وقال إنه بعد أسابيع وجد نفسه يعبر تلقائيا عن ما يحدث ورسم تلك اللوحة التي في بالنسبة للجميع، خطوط ليس لها معاناة ولكنها هي تعبر عن معاناة أوكرانيا بأكملها.
وأشار: نحن بحاجة إلى إظهار القسوة الحقيقية والقسوة القبيحة يجب أن يعرف العالم بأكمله العنف والعدوان والصراع الذى تفعله بنا روسيا.
كما نشرت الجارديان لوحة لأحد الأطفال الأوكرانيين، معلقة لها لم يسلم فن الأطفال أيضا من المعاناة.
