رئيس تحرير صوت الأزهر: الحمد لله أن مسلسل بطلوع الروح ليس الإسلام
علق أحمد الصاوي، رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر، الناطقة باسم الأزهر الشريف، على أحداث مسلسل بطلوع الروح، الذي يعرض ضمن السباق الرمضاني هذا العام، وتجسد فيه كلا من الممثلتين إلهام شاهين ومنة شلبي، دور البطولة.
وكتب رئيس تحرير صوت الأزهر، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، منشورا، علق فيه على أحداث مسلسل بطلوع الروح، قائلا: مشاهدة بضع حلقات من مسلسل بطلوع الروح تكفى لتجد نفسك مخطوفًا داخل عالم داعش تمامًا كبطلة المسلسل.
رئيس تحرير صوت الأزهر يعلق على مسلسل بطلوع الروح
وأضاف أحمد الصاوي، خلال منشوره، أنه لا جديد قدمته المخرجة كاملة أبو ذكرى، التي وصفها بأنها مقتدرة فنيا، والكاتب محمد هشام عبية الذي وصفه بأنه مبدع، في تفاصيل مسلسل بطلوع الروح يختلف كثيرًا عن الواقع الذى شاهدناها وقرأنا عنه.
رئيس تحرير صوت الأزهر عن مسلسل بطلوع الروح: يبدو كتحقيق استقصائي درامي
وتابع رئيس تحرير جريدة صوت الأزهر، المسلسل يبدو كتحقيق استقصائي درامي يلعب على الحقائق الواضحة ويبتعد قدر الإمكان عن خيال المؤلفين إلا في تضفير هذه الحقائق في سياق قصة إنسانية لافتة يتتبعها صُناع العمل دون تدخل فج لا بتوجيه أبطالها وتلقينهم العبارات الإنشائية الرنانة ولا بإفصاح عن مواقف مسبقة ولا حتى باستغلال الأحداث لبناء حوار بعيد عن الفن حول الدين والفقه وأسس الاعتقاد، وكأن العمل مجرد مناظرة دعائية في قالب فنى.
واستطرد الصاوي: دون خطابات منبرية يفهم «العاقل سليم الفؤاد» من تتابع الأحداث أن كل ما يجرى ليس من الإسلام ولا يمت له بصلة، منذ اللحظة الأولى التي يهدم فيها رجل مُستقطب حياته وحياة أسرته ليهاجر إلى دولة وهمية، ليحفزك على أن تطرح على نفسك أسئلة كثيرة وتحسمها مع نفسك، وتنتهى جميعها إلى إجابة واضحة، هؤلاء لصوص لم يسرقوا «روح» المخطوفة وغيرها من المخطوفات والمخطوفين بمهارات التجنيد والضم الفائقة والتى يحذرنا منها المسلسل، بل يمتد إلى سرقة الإسلام ذاته، حتى كادت أن تُكرس انطباعًا بأن تلك الوحشية والانتهازية من الدين، وهو تكريس وجد – للأسف – من يلتقطه سعيًا لتأكيد هذا الخطف وهذا التمثيل غير الشرعي ولا الصحيح للإسلام.
وأكمل رئيس تحرير صوت الأزهر: تتضافر رسالة هذا العمل الفني مع جهود كثيرة بذلت في تفكيك وتفنيد الأساطير الدينية التي ارتكز عليها التنظيم الإجرامي الداعشى، ومنها اللعب بمفاهيم الهجرة والجهاد والخلافة والحاكمية ودار الإسلام والكفر، وهى مفاهيم حسمها الأزهر_الشريف وشيخه الأكبر في أكثر من مناسبة وتركها للقاصى والدانى موثقة في مقرراته الدراسية ووثيقة التجديد التي صدرت عن مؤتمره للتجديد.
الصاوي: الخلافة نظام سياسي كان مناسبا لعصره
الخلافة نظام سياسى كان مناسبًا لعصره ولا أمر باستعادته، ولا هجرة بعد الفتح، ولا دار إسلام وكفر والعالم كله صار دار واحدة، والجهاد لرد العدوان وتقوم عليه السلطة المختصة، والتكفير لا يقول به إلا مُتجرىء على الله، وغيرها من المفاهيم المحسومة بهذا الوضوح والمباشرة.
كل ذلك يعبر عنه المسلسل بقصة إنسانية تجعلك تتأمل كل العواقب وكأنها حاضرة أمامك:
وطرح رئيس تحرير صوت الأزهر، سؤالا تقريريا، قائلا: ماذا لو كان المسلم مأمورًا فعلًا بالهجرة إلى هذه المخيمات وبالسعي لاستعادة تلك الخلافة التي يزعمها الدواعش؟
ماذا لو كان هذا الفهم المشوه والوحشي للدين هو الذى انتصر وساد وجمع تحت سياطه العباد؟، معقبا: لتجد نفسك تصل للنتيجة الواضحة التي أظنها رسالة العمل الفني: الحمد لله أن ذلك كله ليس إسلامنا وليس ما يرضى ربنا.