مشروع جديد لإعادة استزراع الشعاب المرجانية في البحر الأحمر.. هل ينجح؟
أثار مشروع استزراع الشعاب المرجانية الذي أطلقته وزارة البيئة بالتنسيق مع جهاز محميات البحر الأحمر الطبيعية، جدلًا وتخوفًا بين علماء البحار والمهتمين بالبيئة وحماية التنوع البيولوجي خاصة مع فشل تلك التجربة في بلاد أخرى.
اندثار الشعاب المرجانية
وفي هذا الإطار يقول الدكتور محمود حنفي، أستاذ علوم البحار والمستشار العلمي لجمعية الحفاظ على البيئة بالبحر الأحمر “هيبكا”، إن الشعاب المرجانية تتكاثر بطريقتين، الأولى هي عن طريق التكاثر الجنسي والذي يعتمد على ذكر وأنثى وينتج عنه يرقات تهاجر مع التيارات المائية ثم ترسب على الأسطح الصلبة لتكون بعد ذلك مستعمرات مرجانية.
وأضاف حنفي في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أما الطريقة الثانية لتكوين مستعمرات المرجان هي التكاثر اللاجنسي أو التبرعم والتي تحدث عن طريق انكسار قطعة من المرجان وترسب على جسم صلب ومن الوارد أن تنمو وتُشكل مستعمرة مرجان.
وأكد أستاذ علوم البحار أن التكاثر الجنسي هو أساس وجود الشعاب المرجانية، إذ قد ينتج عن التكاثر اللاجنسي للشعاب المرجانية اندثارًا للكائن الحي نظرًا لتدهور الصفات الجينية والوراثية للشعاب المرجانية، مشيرا إلى تأييده لاستزراع الشعاب المرجانية ولكن في الأنواع الناتجة عن عملية التكاثر الجنسي.
ويشرح الدكتور محمود حنفي، دعمه لمشروعات استزراع المرجان الناتج عن عملية جنسية طبيعية للشعاب، حيث يتم وضع أجسام صلبة في مواسم تزاوج الشعاب المرجانية، ومن ثم ترسب فوقها يرقات المرجان وتنمو وخلال شهور تتكون مستعمرة مرجانية يتم بعد ذلك نقلها إلى الأماكن التي تدهورت نتيجة الاستخدام غير المستدام والعوامل التي تساهم في تدهورها سواء طبيعية أو بشرية.
الاستزراع اللاجنسي لمستعمرات المرجان
أما النوع الآخر الذي لا يؤيده أستاذ علوم البحار في استزراع الشعاب المرجانية هو الاستزراع اللاجنسي للمرجان؛ وذلك لأسباب عدة منها اندثار الصفات الجينية والوراثية في عملية التكاثر اللاجنسي، خفض مستوى مناعة المستعمرات اللاجنسية بسبب فقد الصفات الوراثية وتكون أكثر عرضة للأمراض المناعية والمختلفة ومن ثم الموت والاندثار.
واستشهد الدكتور محمود حنفي، بتجربة الفلبين وهي أكثر الدول التي استخدمت الاستزراع اللاجنسي للشعاب المرجانية بكثافة في محاولة منها لاستعادة المستعمرات المرجانية التي تدهورت وكادت أن تختفي بسبب الصيد الجائر وغيرها من الأساليب التي قضت عليها، والتي أثبتت التجربة فشلها.
وأشار حنفي إلى أن معدلات موت الشعاب في عملية الاستزراع اللاجنسي لمستعمرات الشعاب المرجانية تتراوح ما بين 40 إلى 90%، وهي نسبة كبيرة للغاية، قائلًا: إنه ليس من المنطقي تعريض حيد مرجاني للتكسير لاستزراعه في مكان آخر مع الاحتمال الكبير لموتها وفشل العملية، فضلًا عن إيهام العامة بسهولة هذه العملية والشروع فيها وبالتالي تعريض الشعاب المرجانية إلى الخطر بسبب الاستخدام غير الرشيد.
وخلال حديثه طرح أستاذ علوم البحر بجامعة قناة السويس، سؤالًا للمسؤولين في جهاز شئون البيئة بالبحر الأحمر، وهو هل البحر الأحمر في حاجة إلى ذلك المشروع، خاصة أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر لم تتدهور أو تنخفض أعداده، على عكس تجربة الفلبين.
واختتم الدكتور محمود حنفي، أستاذ علوم البحار، حديثه بأن هناك مقترحين لزيادة أعداد الشعاب المرجانية، الأول هو نقل المستعمرة كاملة من مكان إلى آخر وهو أسلوب ثبت نجاحه في أماكن عديدة كان آخرها الأردن، أما المقترح الثاني فهو في حالة وقوع حادث مركب في مناطق المحميات نتج عنه تكسير في الشعاب المرجانية يمكن إعادة استزراع المستعمرات في مكانها عن طريق القطع التي كُسرت بسبب الحادث.
وكانت وزارة البيئة قد أطلقت بالتنسيق مع محميات البحر الأحمر أول مشروع لاستزراع الشعاب المرجانية في المنطقة المحيطة بشواطئ جزيرة أبو منقار المواجهة لمدينة الغردقة بالبحر الأحمر؛ لمواجهة الظروف البيئية والمناخية والممارسات البيئية البشرية التي أدت لتدمير أجزاء من الشعاب المرجانية بهذه المنطقة.