المشوار والجانب الآخر لمحمد رمضان
كثيرًا ما يقال إن الإنسان له وجهان الوجه والوجه الآخر، وهذه المقولة أقف أمامها كثيرا، فكل شخص له كثير من الأوجه والجوانب، التي تدفعه المواقف لأن يخرجها أمام من يتعامل معهم من حين لآخر، فهذا الحديث عن الإنسان الطبيعي البني آدم العادي، الذي يتعامل مع فئة محدودة يقدم لهم انطباعاته، ويستقبل ردود الفعل في الحياة اليومية، وهنا نعلم جميعا أن الفنان ليس إنسانا طبيعيا وعندما يقدم دورا يخرج منه بعد فترة بسبب تأثير تلك الشخصية عليه، وعلى من حوله؛ لذا يكون الأمر مختلفا.
هنا نتحدث عن محمد رمضان أو بالتحديد عن الوجه الآخر والجانب المختلف الذي يظهر به في مسلسل المشوار، فكثير من العوامل التي دفعت لأن نقف بنظرة مختلفة بعيدا عمّن اعتادوا على أن يروه في ثوب واحد، لنراه متجددا ومختلفا ومميزا في عالم جديد يخترقه ويجازف به مع المخرج محمد ياسين، ومن إنتاج سعدي - جوهر.
نقف هنا قليلا حول التشابه أو الاختلاف بين بطل عمل ومخرج عمل، لنرى أن رمضان خضع لسيطرة وروح عالم محمد ياسين، وليس الخضوع لشخص ياسين، ولكن لفكرة التجديد نفسها مع مخرج نعرفه من خلال أعماله مثل: موجة حارة والجماعة الجزء الأول وأفراح القبة، وغيرها من الأعمال، حتى وإن قيل أن ياسين ترك العمل من الحلقة التاسعة، وهذا بعيدا تماما عن الحقيقة لأن روح محمد ياسين مستمرة حتى الحلقة 23 التي عرضت اليوم، ولا ننكر هنا مجهودا كبيرا يقدمه بعض المخرجين الذين شاركوا في إخراج العمل كوحدات ثانية، لكن في النهاية يخرج العمل تحت إشراف مخرج كبير لعمل بطله بدأ كبيرا.
وعلى نفس الخط الدرامي الذي انتهجه محمد رمضان من قبل، نرى الاختلاف الذي نتحدث عنه، سواء التطور في التعبير أو التمثيل وتقديمه بشكل ولون وصورة مختلفة ببناء درامي كبير لشخصية ماهر عاشور الهارب الذي يحمل بفيلا و2 حمام سباحة لنجله، لنرى رمضان في مسلسل المشوار يقدم متعة شديدة الانجذاب ليس بمفرده؛ ولكن لكل من شارك في هذا العمل وأخص منهم دينا الشربيني وندى موسى وأحمد صفوت ومحمد عبده، لنستكشف من خلال وجوده براعة التمثيل والإتقان في جميع العناصر الفنية سواء الأخرى سواء المونتاج أو الإخراج أو التصوير، لتقتحم كتيبة المشوار عين المشاهد.
