قريبا.. صدور كتاب بالسـيارة إلى السودان من ترجمة عبد الله النجار
تصدر قريبا الترجمة العربية الأولى لكتاب بالسيارة إلى السودان أول رحلة بالسيارة على ضفاف نهر النيل، عن الدار المصرية للترجمة والطباعة والنشر بالقاهرة، بترجمة الدكتور عبد الله عبد العاطي عن النجار عن اللغة المجرية.
مؤلف الكتاب هو الرحالة والضابط والمستكشف والجغرافي المجري الشهير لاسلو ألماشي أو البطل الحقيقي لفيلم المريض الإنجليزي الذي حصد تسع جوائز أوسكار، أهم جائزة سينمائية في العالم، والذي أنتج في عام 1996 بعد اقتباسه من الرواية التي تحمل الاسم نفسه، وقد حصلت هي الأخرى على جائزة البوكر العالمية، أهم الجوائز الأدبية المخصصة للأعمال الروائية باللغة الإنجليزية، لتلك السنة، كما أنها قد ترجمت إلى أكثر من ثلاثمائة لغة أجنبية من بينها العربية، وذلك في وقت وجيز للغاية.
يسرد الكتاب أحداث رحلة الكونت لاسلو ألماشي ورفيقه الأمير أنطال أسترهازي، إلى مصر والسودان عام 1926 التي قاما بها بسيارة الرحلات البسيطة الخاصة بهما، وهي أول رحلة من نوعها، كما يتطرق إلى حملة الصيد التي خاضا غمارها في أدغال السودان وبراريها ويتناولها بالتفصيل، ولقد كان الدافع في كل ذلك هو عشقهما للسيارات وولعهما بالحيوانات البرية واصطيادها، فضلا عن رغبتهما الملحة والفياضة في الولوج إلى أعماق القارة الأفريقية المجهولة.
رحلة محفوفة بالمخاطر
صدّر المؤلف، لاسلو ألماشي، كتابه بالتحدث عن ميلاد فكرة هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر، وكيف أنها كانت بمحض الصدفة. ثم تكلم عن الاستعدادات والإجراءات التي اتخذها هو وصديقه قبل انطلاق الرحلة. ولإشباع شغف القراء الذين هم على شاكلته في عشق السيارات والصيد في البراري؛ سرد الكاتب التجهيزات الفنية والتعديلات التي أدخلاها على السيارة شتاير النمساوية التي كانت محل ثقتهما لمرافقتهما في هذه المغامرة الفريدة من نوعها، بل والمحفوفة بالكثير من المخاطر والصعاب.
كما تطرق المؤلف، في غير موضع، إلى وصف هيئة وسلوك الأشخاص الذين قابلاهما في مصر، شمالا وجنوبا، لافتا النظر إلى بعض صفات العرب التي أرى أنها مازالت موجودة حتى الآن، فهم وفقا لرأيه يرشدون كل من يسألهم عن الطريق بكل سرور، لكنهم كذلك يحتشدون حوله بزحام كبير مزعج ويتحدثون إليه في آن واحد بصوت مرتفع، والأخطر أنهم يرشدونه إلى طرق كثيرة – منها ما ليس صحيحا، لكن دون قصد سيء – وكل واحد منهم يرى أنه هو الوحيد صاحب الرأي السديد.
بالرغم من تصريح الكاتب في أكثر من موضع بأن الهدف من كتابه هو سرد أحداث مغامرة سفره هو وصديقه بسيارة رحلات حتى السودان، إلا إنه لم يغفل عن الآثار المصرية الخالدة وكنوزها، بل وصَف كل ما رآه منها – واستحوذ على إعجابه – بكلمات مؤثرة معبرا عن أنها أشد النقاط لمعانا في سفرهما وأنها من الانطباعات والذكريات التي يعجز المرء عن وصفها بمجرد الكلمات مهما بلغت قدرته التعبيرية عما يجول بداخله.