مندوبو الدول العربية بالأمم المتحدة يدعون إلى احترام الوضع التاريخي للأماكن المقدسة بالقدس
أكدت الدول العربية في جلسة مجلس الأمن الدولي، ضرورة الحرص على احترام الوضع التاريخي للأماكن المقدسة في القدس، وذلك في كلمات ألقاها مندوبو عدد من الدول العربية في جلسة خاصة بالشرق الأوسط.
وعقد مجلس الأمن الدولي، الاثنين، جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية، واستمع إلى كلمات من دول أعضاء غير دائمة كالأردن ومصر ولبنان والجزائر وسوريا، ودول أخرى، حيث جرى التأكيد على أهمية احترام الوضع القائم في الأماكن المقدسة في مدينة القدس تحت رعاية المملكة الأردنية الهاشمية، واحترام حرية العبادة والوصول للمسجد الأقصى.
ووفقا لمركز الأمم المتحدة للإعلام، فقد دعا منسق عملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إلى مواصلة جهود الشركاء الإقليميين والدوليين في إعادة الهدوء إلى المدينة بعد أحداث العنف التي شهدتها الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وإسرائيل.
وطالب الأردن، إسرائيل باتخاذ عدة إجراءات لمنع الصدامات في القدس، وقال صدقي العموش، نائب مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة: في سياق سعي الأردن للحفاظ على التهدئة واحترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، طالبنا الجانب الإسرائيلي بالقيام بعدد من الإجراءات التي كان من المؤمل أن تساهم في منع الصدامات.
وأضاف أن من بين هذه الإجراءات: السماح بالوصول الحرّ للمصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى المبارك دون قيود ورفع الحواجز التقييدية أمام المقدسيين وأهالي الضفة الغربية، وإزالة جميع القيود الرامية إلى تقييد حق المسيحيين في الوصول الحرّ وغير المقيّد إلى كنائس البلدة القديمة وخصوصا كنيسة القيامة.
وأشار إلى أن اقتحام الجيش والشرطة الإسرائيلية الحرم القدسي الشريف خلال الفترة الماضية يُعدّ تصعيدا خطيرا ومدانا يهدد بتفجّر الأوضاع.
وحمّل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، المسؤولية عمّا يجري في القدس، وقال: عليها احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم، والالتزام بأحكام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي المتعلق بواجبات قوة الاحتلال وعدم محاولة المساس بثوابت أساسية، خاصة فيما يتعلق بالوضع التاريخي القائم في المقدّسات الإسلامية والمسيحية في القدس وتحديدا في المسجد الأقصى المبارك والتي تقع جميعها تحت الوصاية الهاشمية التاريخية.
وتابع: على إسرائيل عدم إعاقة إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس وتمكينها من أداء واجباتها بما في ذلك مسألة ضبط الأمن داخل الحرم الشريف وضبط الدخول إليه.
مندوب مصر يؤكد ضرورة توفير الحماية الكاملة للمصلين المسلمين والسماح لهم بأداء شعائرهم
من جهته، ربط مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، أسامة عبد الخالق، في كلمته أمام مجلس الأمن، بين سيناريو التصعيد الذي شهدناه العام الماضي، والذي أدى إلى سقوط المئات من الشهداء والمصابين وما تشهده المنطقة من تصعيد حالي.
وأشار إلى أن مصر تعتبر أن استمرار محاولة التهويد في القدس الشرقية ومحاولة قوات الاحتلال فرض سيطرتها على المدينة وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأماكن المقدسة، أمرا ينذر بتصعيد خطير ويمثل مساسا بالمسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وقال: إذ تدين مصر اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك وأعمال العنف التي تعرّض لها الفلسطينيون في باحات المسجد، تؤكد ضرورة ضبط النفس من كافة الأطراف وتوفير الحماية الكاملة للمصلين المسلمين والسماح لهم بأداء شعائرهم في المسجد الذي يُعدّ وقفا إسلاميا خالصا للمسلمين.
وأكد أن جهود مصر مع كافة الشركاء الإقليميين والدوليين من أجل تهيئة المناخ الملائم لاستئناف المفاوضات بين الجانبين وفقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين على أساس حدود الرابع من يونيو 1967. وجددت مصر التأكيد على أن تحرير كافة الأراضي العربية التي احتُلت عام 1967 والالتزام الكامل بمقررات الشرعية الدولية ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة خاصة احترام السيادة والتكامل الإقليمي للدول ودعم التدخل في الشؤون الداخلية، يمثل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
وتحدث السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات العربية في الأمم المتحدة، ملقيا كلمة بلاده، قائلا إن الفترة الحالية فترة حرجة للغاية، “فكما شهدنا خلال السنوات الماضية، إما أن تكون النتيجة تصعيدا خطيرا، يزيد من التوتر والاحتقان في المنطقة، أو أن يتم تدارك هذه الأحداث والحيلولة دون تفاقمها بشكل أكبر”.
فيما قال مندوب الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، محمد النذير العرباوي، إن الممارسات الصارخة التي تعرّض المنطقة إلى مخاطر من شأنها تهديد الأمن والسلم تُعد انتهاكا صارخا وجسيما لحقوق الإنسان والحريات الأساسية بما فيها حرية العبادة التي تكفلها جميع القوانين والشرائع الدينية.
وحذر مما وصفه من السعي لتهويد المقدسات الإسلامية في القدس الشريف بشكل يتنافى تماما مع أحكام القانون الدولي.
من جانبه، أشار عمر قادري، نائب مندوب المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة، إلى أن تصاعد العنف هو نتيجة للجمود في العملية السلمية في الشرق الأوسط؛ ما يشكل عاملا إضافيا يثير النزاعات المتطرفة التي تدفع نحو مزيد من التوتر وخطاب التوتر والفجوة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ويقوّض فرص استتباب الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط.