حكم الاحتلام في نهار رمضان.. لا يفسد الصوم
حكم الاحتلام في نهار رمضان نوضحه فى التقرير التالى.. الاحتلام في اللغة له أكثر من معنى والذي منها ما يشاهده الفرد في منامه من المباشرة، والذي يسبب إنزال المني في معظم الحالات، ويأتي أيضا بمعنى البلوغ والإدراك، ويأتي حكم الاحتلام في نهار رمضان في الشرع بمعنى ما يشاهده الفرد في منامه من المباشرة، والذي يسبب إنزال المني في معظم الحالات ويكون الاحتلام من الرجل والمرأة كلاهما على حد سواء، وجاء في حكم الاحتلام في نهار رمضان في السنة النبوية عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنه أنها قالت: (جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله: إن الله لا يستحيي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم إذا رأت الماء) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
حكم الاحتلام في نهار رمضان
حكم الاحتلام في نهار رمضان مختلف عن حكم الاستمناء في رمضان، فالاستمناء هو أن يخرج الفرد المني في حالة اليقظة بأي طريقة كانت سواء باليد أو طريقة أخرى، فالاستمناء شيء محرم، ويجب منه الغسل أن نزل المني والذي يختلف عن حال الاحتلام في نهار رمضان، وكذلك الاستمناء يتسبب في فساد الصيام في حالة كان خروجه في نهار رمضان.
حكم الاحتلام في الصيام
حكم الاحتلام في الصيام، يعد الاحتلام سببًا من الأسباب التي تحدث الجنابة، وتأتي الجنابة بسببين، أحداها الجماع حتى لم يرافق الجماع إنزال للمني، والدليل على ذلك ما جاء عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها، فقد وجب عليه الغسل) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وفي حديث آخر عن مطر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وإن لم ينزل).
السبب الثاني من أسباب الجنابة، هو الاحتلام والدليل على أن الاحتلام يسبب الجنابة حديث أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: (جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله: إن الله لا يستحيي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم إذا رأت الماء) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
الاحتلام له بعض الاثار المتعلقة به، منها الغسل، فإذا احتلم الشخص ولم يرى المني فلا يجب عليه الغسل، فقد قال ابن المنذر في هذه المسألة: (أجمع على هذا كل من أحفظ عنه من أهل العلم)، ولكن يجب الغسل في حق من رأى المني، سواء تذكر الفرد أنه احتلم أم لم يتذكر، وجاء دليل ذلك في السنة النبوية عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلامًا، قال: يغتسل، وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ولا يجد بللًا؟ قال: لا غسل عليه، قالت أم سليم: هل على المرأة -ترى ذلك- غسل؟ قال: نعم، إن النساء شقائق الرجال).
حكم الاحتلام في الصيام للشخص الذي يجد المني في فراش شخص آخر يشاركه فيه ممن قد يحتلم، فقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة، وجاء أقوالهم كما يأتي:
-القول الأول: ذهب الشافعية الحنابلة إلى أنه يستحب الغسل لكل منهما، مع العلم أنه لا يجوز أن يكون أحدهما إمام للآخر بسبب الشك، وعدم اليقين أنهما طاهران، سواء كان هاذان الفردان زوجان، أم لا.
-القول الثاني: ذهب الأحناف أن يجب عليهم الغسل هما الاثنين، سواء كان هاذان الفردان زوجان، أم لا.
-القول الثالث: ذهب المالكية إلى أنهم في حالة كانا زوجان فيجب الغسل على الزوج فقط، لأن المني يخرج من الرجل في الغالب، أما في حالة لم يكونا زوجان، فيجب عليهم الغسل هما الاثنين.
تناول الفقهاء مسألة الشك فيما إذا كان البلل الموجود في الفراش منيًا أم لا، وقال الفقهاء في هذا بعض الأقوال كما يأتي:
-القول الأول: ذهب الأحناف والمالكية والحنابلة أنه يجب الغسل، إلا أن الأحناف وضعوا شرط لوجوب الغسل وهو الشك بين المني والمذي أو المني والودي أو بين المذي والودي، ولكن المالكية قيدوا وجوب الغسل، أن الشك بكون أحد الأمرين مني.
-القول الثاني: ذهب الشافعية إلى التخيير في كون البلل مني أو غير ذلك مما لا يشك فيه.
حكم الاحتلام في الصيام أنه يسبب الجنابة، وبناء على ذلك أن الجنابة تحرم بعض الأمور من العبادات منها: الطواف بالبيت والصلاة وقراءة القران ومسك المصحف أو لمسه إلا في حالة كون المصحف مغلفًا وتحرم الجنابة أيضا المكوث بالمسجد.
حكم الاحتلام في الصيام أنه لا يبطل الصيام، ولكن لا يترتب على الاحتلام قضاء يوم بديل على من احتلم، إلا إذا كان المني خارجًا بقصد وإرادة، وهذا متفق عليه بين الفقهاء، لأن التحرز من الاحتلام لا يكون إلا بحرج، لأن يحصل أثناء النوم، ولا يمكن منع الاحتلام إلا في حالة منع الشخص النوم، ولأن النوم مباح ولا يمكن هجره، ومن الحجج التي يستند عليها عدم فساد الصيام بسبب الاحتلام، بأن المني لم يخرج عن شهوة أو مباشرة حقيقة، وبناء عليه لم يفسد الصيام.
لا يفسد الصيام الاحتلام في الصيام لأن النائم خرج عن التكليف، ولا يكون الاحتلام باختياره، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: (رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل)، ولأن الاحتلام يكون أثناء النوم دون اختياره، مثل دخول شيء في فم الشخص وهو نائم.
حكم الاحتلام في رمضان
حكم الاحتلام في رمضان بأن استيقظ الشخص ووجد نفسه جنبًا بسبب الاحتلام، يجل عليه أن يسرع إلى الاغتسال كي يؤدي ما عليه من صلاة، أما إذا أذن المغرب على الشخص ولم يغتسل فصيامه صحيح وليس عليه قضاء هذا اليوم الذي احتلم فيه، كما أن حكم الاحتلام في رمضان أنه لا يؤثر على الصيام أو على صحته لأن الشخص ليس لديه القدرة لتجنب هذا الشيء، ولا طاقة له على أن يمنعه، وفي هذا إجماع من أهل العلم أنه والحمد لله ليس فيه شيء، لأنه من المعروف أن الله تعالى لا يكلف الإنسان بما لا يطيقه، فقد فقال الله تعالى في القران الكريم في سورة البقرة: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).
الشخص الذي يحتلم في نهار رمضان يلزمه الغسل من الجنابة إن كان قد خرج منه المني، أما إن لم يخرج منه شيء فلا غسل عليه، ولكن في حالة تسبب الشخص في خرج المني بنفسه وبإرادته فيسمى هذا استمناء وهو من الأفعال المحرمة في شهر رمضان وفي غير رمضان، وتشتد حرمته في نهار رمضان لأنه يفسد الصوم، ويجب أن يتوب الشخص من هذا الفعل، وأن فعل الشخص مثل هذا في نهار رمضان يفسد صيامه ويجب عليه القضاء.