هكذا كلمت الله
● وأنا صغير والدي الله يرحمه ووالدتي كانوا بيبعدونا دايمًا أنا وأخويا عن أي حاجة متعلقة بظروف البيت.. كأي أطفال ماكنش بيشغل بالنا غير هناكل إيه وهنصرف مصروفنا في إيه والمذاكرة والفسح فقط لا غير.. لما كبرت شوية ووعيت؛ أبويا الله يرحمه بيحكيلي عن قصة من أكتر من 30 سنة متعلقة بأزمة جامدة شوية حصلت في بيتنا زمان بعد ولادتي مباشرةً زي أي بيت لما بيتعرض لظروف وبتبقى الحالة مزنقة.. كان أول يوم في الشهر ولسه قابض.. مرتبه كان وقتها 35 جنيها تقريبًا.. المحفظة بكل اللي فيها ضاعت!.. بيقول فجأة مالقهاش ومايعرفش اتسرقت ولا نساها في حتة ولا إيه اللي حصل.. المصيبة إن بعدها بيومين كان فيه ناس قرايبنا جايين يزوره من البلد عشان يهنوا ويباركوا على الفلحوس الصُغنن اللي شرف.. كذا واحد من كذا حتة وكل واحد فيهم جاي لوحده وهيوصلوا في نفس التوقيت تقريبًا.. طب وبعدين مافيش فلوس!.. بيقولي: (مليون سؤال بينط قدام عيني وكنت بضرب كف بكف ومش عارف هنتصرف إزاي وكل اللي على لساني: "استرها يا رب").. جاله تليفون أرضي من حد قريبه بيعتذر إنه مش هيقدر ييجي وإنه باعتله من البلد مع سواق أتوبيس جاي من هناك زيارة معتبرة قوامها الأساسي (فراخ، بط، ديك رومي) حلاوة العيل الجديد!.
أبويا استلم الأمانة وكانت أساس ضيافة الناس اللي جُم بعد كدة.. بيقولي: (كان ليا فلوس عند حد وناسيها لدرجة إني افتكرت إن الشخص ده ضرب عليها لحد بعد الزيارة لقيته جاي من نفسه وجايبلي الفلوس اللي ليا عنده دون ما أطلبها ولا أكون فاكرها أساسًا!.. كام.. 40 جنيها استلفهم مني على كذا شهر وردهم مرة واحدة!).. بعد ما حكالي القصة دي كمّل وقال: (المرتب مش فلوس وبس والله.. أنا مرتبي كان وقتها 35 جنيها بس زيادة عليهم كمان بما يساوي 35 ألف جنيه ستر وبركة).
● الفنان الجميل الكبير "كمال أبو رية" بيحكي في حلقة من برنامج "كلم ربنا" على راديو 9090 تقديم الكاتب الصحفي أحمد الخطيب عن موقف إنساني حصل معاه زمان.. بيقول دخلت زوجتي الولادة في أول أبنائي وماكنش معايا أي فلوس لا أنا ولا وزوجتي.. تكاليف الولادة 3600 جنيه وماكنش معايا منهم جنيه واحد لأننا كنا في بداية حياتنا وماكنتش شغال.
تأثرت جدًا بالموقف دا لأن ماكنش قدامي أي تصريف في الفلوس ومكنش عندي استعداد أستلف فلوس.. ضاقت بيا الدنيا على اتساعها، وملقتش حل غير إني أكلم ربنا وأقوله: افرجها علشان الرضيع اللي جاي.. اتوضيت وصليت ولما سجدت دموعي نزلت ولقيت نفسي بقول لربنا: "كل حلول الدنيا انتهت، وواثق إن الحل هيكون عند حضرتك فقط".. وأنا في سجودي وبعد تذللي حسيت إن ربنا سمع أنيني وشكوايا ولقيت صوت في وداني بيقولي "متقلقش هتفرج وحالًا".. وبمجرد ما قمت من سجودي رن التليفون الأرضي ولما رديت لقيت مخرج بيكلمني عن مسلسل هنصوره خارج مصر، والسفر تاني يوم على طول وأجري في العمل 3600 دولار!.. يعني نفس الرقم اللي طلبته من ربنا.. لأ.. وبالدولار كمان!.. في أقل من ساعة وصلني أجر المسلسل وجالي لحد عندي في البيت.. وقامت زوجتي الفنانة الكبيرة ماجدة زكي بالسلامة هي والمولود السعيد!.. أنا بحب ربنا جدًا، وهو حبيبي جدًا، ودايمًا بكلمه وواثق إنه بيحبني لأن لما ببعد عنه أو أعمل حاجة غلط بشعر بعدها برد فعله زعلان مني ويديني إنذار علشان أرجع للطريق المستقيم.
● لُطف ربنا وستره بيحصلوا في نفس اللحظة اللي بتحس فيها إن كل سُبل النجاة اتقطعت والنهاية جاية لا محالة.. بيطلعلك من تحت الأرض وبيجيلك من فوق سابع سما مليون حل وحل للي افتكرت إنه مستحيل.. كل ما تدقق في تفاصيل حياتك هتلاقي إن حصيلتك اللغوية في التعبير هتبقى ضئيلة جدًا لما تقارنها بالنعم اللي محاوطاك وبتجيلك لحد عندك.
